أعلن رئيس "التيار الوطني الحر" وزير الخارجية جبران باسيل أنه "لا عروبة ولا سلام دون القدس"، معتبرا أن "الأجيال القادمة لن ترحم "المستهترين"، مشيراً إلى أن "الصراع في المنطقة انحدر من عربي- إسرائيلي إلى نزاعات إلهائية، مثل الاقتتال السنى- الشيعي، وتنامى قوى التكفير والتطرف بهدف نسف قضية فلسطين وتهويد القدس مع ما ترافق من محاولات التقسيم والتفتيت والفوضى والإرهاب لدولنا ومجتمعاتنا، في وقت تبقى فيه إسرائيل مستقرة وسط هذا المحيط الملتهب، لانعدام الرؤية الواحدة بين الدول العربية وغياب أيديولوجيا منفتحة، ونعنى بها عروبة متوقدة ومتطورة وهذه العروبة القائمة على التنوع والانفتاح والتعددية يمثلها النموذج اللبناني الذي هو نقيض للأحادية التي تمارسها إسرائيل، لذلك على الدول العربية أن تبنى نموذجها القائم على أساس قبول الآخر والشراكة، مع التشبث بالقدس لأنها قضية كرامة قومية وعنوان كل الحلول وبداية للاستقرار والسلام، مع تعزيز مكامن القوة للنظام العربي لكى لا نكون أمة فاشلة بل أمة تستحق احترام شعوبها والعالم".
وفي حديث مع صحيفة "المصري اليوم"، أكد باسيل أن "تضافر كل الجهود أمر مطلوب، قادة وشعوبا، لأنها مسؤولية الجميع دون استثناء، ونحن مع انعقاد قمة عربية طارئة عنوانها القدس لاستردادها إلى الحضن العربي، مع ملاقاة شعوبنا للانتفاضة في كل بلداننا العربية، ونحن في لبنان سنقوم بما يلزم لأن القدس هي القضية ودونها لا عروبة ولا سلام، وكل الخطوات الأخرى ستكون في توقيتها المناسب".
وفي رده على سؤال حول ما إذا كان غياب 13 زعيما لدول عربية عن القمة الإسلامية التي انعقدت لمناقشة قضية القدس في اسطنبول الأربعاء الماضي، شدد باسيل على أن "القدس هي قضية الهوية العربية ودون استردادها لن يبقى أي عرب ولا عروبة"، موضحاً أن "الظلم الذي لحق بالقضية الفلسطينية انعكس اضطرابا على استقرار الدول العربية المعروفة بدول الطوق خاصة لبنان، نحن من أكثر من يستشعر الخطر الإسرائيلي الطامع بأرضنا ومائنا وطبيعتنا وثرواتنا وتدمير نموذجنا المناقض لأحاديته والأجيال القادمة لن ترحم هذا الاستهتار بالتلاعب بالأرض والحقوق، كما أن المقدسات ملك لنا جميعا، فالكل يريد الصلاة في مدينة السلام، وكلنا يريد السلام لمدينة الأنبياء والديانات السماوية الثلاث".