وأشار الكاتب الى أنّ روسيا، المحاطة بأعداء، تستعد للقتال في حرب جديدة من أجل البقاء، وهذا الأمر الذي يريد بوتين أن يفكّر فيه المواطنون الروس، مضيفًا أنّ كلّ ليلة تبثّ القنوات التلفزيونية الروسية، أخبارًا وتعرض فيديوهات لمقاتلات روسية فوق سوريا إضافةً إلى صور لدبابات وقوات حلف شمال الأطلسي تهدّد الحدود الروسية.
ولفت الى أنّ نيكيتا إيسييف، أحد أبرز المحللين في روسيا، الذي يقدّم برنامجًا سياسيًا، تحدّث عن "النصر الأعظم" لروسيا في سوريا، مبشرًا بعودة بلاده الى "قوة عظمى".
ورأى الكاتب أنّ السبب الرئيسي وراء بروباغندا الحرب هو الحيلة أو الخدعة القديمة في كتاب السياسيين والتي تنصّ على توحيد البلد وإيهام المواطنين بعدو خارجي من أجل صرف النظر عن المشاكل الداخلية، خصوصًا وأنّ الإقتصاد الروسي يترنّح تحت تأثير العقوبات الغربية، التي فرضت بعد ضمّ بوتين للقرم.
وقال الصحافي بافيل فيلجنهاور، إنّ بوتين لا يملك المال ليقدّم الكثير الى شعبه، ويعمل لحملته الإنتخابية من أجل إعادة انتخابه رئيسًا عام 2018، ويرتكز الى قواعد أمنية، مظهرًا روسيا على أنّها تحت الحصار ومعرّضة للإعتداء، وهكذا يعود الى نظريات استخدمها الإتحاد السوفياتي.
وبحسب الكاتب، فالأمر الذي يقلق كثيرين في الولايات المتحدة وأوروبا هو كيف يخطّط بوتين لاستخدام البارجات الحربية، الغواصات، المروحيات والصواريخ الجديدة التي بحوزة قواته.
كذلك أشار الى أنّ الشرق الأوسط هو المسرح الذي صعّدت فيه روسيا وجودها فيه خلال السنوات الثلاث الأخيرة، موضحًا أنّ قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، لذي نظّم مجموعات في العراق قتلت أكثر من 500 أميركي منذ 2003 وحتى 2015، زار موسكو 3 مرّات على الأقل منذ تموز 2015 للتنسيق بدعم القوات الخاصّة الروسية إضافة الى سلاح الجو للرئيس السوري بشار الأسد والقوات الإيرانية على الأرض.
وبرأي الكاتب، فهذا التحالف بين موسكو وطهران، يضع روسيا بمواجهة الولايات المتحدة في أي حرب إقليمية جديدة بين إيران والسعودية.
الى ذلك، تذهب مصالح روسيا في سوريا أبعد من إنقاذ الأسد وتتقرّب من دول كان لها علاقات تاريخية مع الولايات المتحدة. فعام 2013، دعت وزارة الدفاع الروسية الى وجود بحري واسع النطاق في البحر المتوسط، ومنذ 2015، وسّعت روسيا قاعدتها في طرطوس، إضافةً إلى حميميم. وأوضح الكاتب أنّه في تشرين الثاني، وقّعت روسيا اتفاقًا مع مصر للسماح للمقاتلات الروسية العسكرية باستخدام المجال الجوي المصري والقاعدات العسكرية. وفي أيلول وقعت روسيا مع تركيا إتفاقًا بملياري دولار، لكي تبيع تركيا صواريخ متطوّرة، كذلك فقد قررت روسيا في تشرين الأول بيع السعودية صواريخ بـ3 مليارات دولار للتصدّي للصواريخ الحوثية.
وختم الكاتب بالإشارة الى أنّ العلاقات الأميركية الروسية بأدنى مستوى لها منذ الحرب الباردة، ما يرفع مخاطر أن يؤدّي أي حادث صغير الى حرب بالغة الخطورة.