أسدل مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا الستار عن الجولة الثامنة من محادثات السلام السورية في جنيف ، دون أي تقدم كمثيلاتها من الجولات السبع السابقة.

وقال دي ميستورا إن الجولة الأخيرة "كانت فرصة كبيرة مهدرة"، ملقيا بأغلب اللوم في فشلها على الجانب الحكومي.

وأضاف في مؤتمر صحفي "كان هدفنا أن نجري مفاوضات حقيقية... دعوني أكن صريحا.. لم نحقق ذلك.. لم نجر مثل تلك المفاوضات. بتعبير آخر المفاوضات لم تعقد في الحقيقة".

عقدة الأسد

ويشكل دور الرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية القضية الخلافية الرئيسية بين طرفي التفاوض.

وبحسب بيان اجتماعها الأخير في الرياض، تستبعد المعارضة السورية أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية، رغم أن دي ميستورا لمس موقفا مخففا خلال مناقشات مغلقة في جنيف، على حسب قوله.

لكن في المقابل، يرفض الوفد الحكومي هذا الطرح. وقال رئيس الوفد الحكومي بشار الجعفري إن دمشق لم تكن ترغب في أن تفشل المحادثات لكن المعارضة وضعت شرطا مسبقا الشهر الماضي في بيان ختامي لمؤتمر الرياض 2 الذي قالت فيه إن الأسد لا يمكن أن يكون له دور في الانتقال السياسي في سوريا.

ويركز الوفد الحكومي طرحه في المحادثات على قضية محاربة الإرهاب أولا، وهو ما يعطل الانتقال إلى القضايا الأهم في التفاوض.

وقال دي ميستورا إن دمشق أرادت منه الإصرار على أن تسحب المعارضة بيان الرياض.

وأضاف: "لم يكن هذا أسلوبا ممكنا ولا منطقيا لأن ذلك بدا لي وكأنه شرط مسبق. لم تشارك الحكومة معي في (مناقشات إلا عن) الإرهاب. في الحقيقة لم يقبلوا بالحديث عن أي موضوع سوى هذا".

بدوره، قال رئيس وفد المعارضة السورية نصر الحريري، بعد انتهاء الجولة الثامنة من المحادثات، إن على المجتمع الدولي فعل المزيد لإقناع الحكومة السورية بالتفاوض، مضيفا أن المحادثات في "خطر حقيقي".

ومنذ أن اتفق الجانبان في محادثات جنيف الثانية عام 2014 على الشروع في مفاوضات الانتقال السياسي، لم تنتقل المحادثات إلى أبعد من ذلك بسبب الخلاف ذاته.

وشهد عام 2017 وحده 4 جولات تفاوض لم تتمكن أي منها في فتح ملف الانتقال السياسي الذي من أجله تجرى المفاوضات برعاية الأمم المتحدة.