تحدث وزير الخارجية جبران باسيل أثناء جلسة مجلس الوزراء أمس الخميس، عن الكتاب الذي وجّهه إلى المجلس مقترحاً فيه اقتراح إنشاء سفارة لبنانية في فلسطين، شارحاً "أهمّية مبادرة لبنان إلى مِثل هذه الخطوة الرمزية التي ربّما تدفع ببقية الدول إلى أن تحذوَ حذوه، خصوصاً أنّ مبادرة السلام العربية نصّت على أنّ القدس عاصمة فلسطين، وهو الأمر الذي من شأنه أن يحوّل فلسطين دولةً كاملة العضوية في الامم المتحدة".
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "الجمهورية"، إلى أن "نقاش طويل دار أثناء الجلسة، طلبَ فيه الوزير جان اوغاسبيان التأنّي لتجنّبِ الإلتباس في فهمه.
فيما رأى الوزير علي حسن خليل أنّه يحتاج إلى نقاش دستوري وسياسي عميق، وليست الظروف مهيّأة له في هذا التوقيت، وطلب التزامَ موقف رئيس الجمهورية والتوصية الصادرة عن مجلس النواب في جلسة القدس".
وقال: "الأمر ليس بهذه البساطة مع تفهّمِنا للنيات الكافية وراء هذا الطرح، إنّ لهذا الموضوع أبعاداً سياسية وعقائدية وفكرية وثقافية، ونحن نعارضه من هذه المنطلقات".
وأضافت الصحيفة، أنه خلال الجلسة حصَل اتصال بين خليل وبري الذي عارض هذا الأمر قائلاً أمام زوّاره: "هذا الموضوع لا يمكن أن أمشيَ به، إنّ النيات حسنة، والمَثل يقول الجَمَل بنيّة والجمّال بنية والحمل بنيّة".
مضيفاً، إنّ هذا الأمر ينطوي على خطورة كبيرة، ويخدم بنحوٍ غير مباشر ما قاله نتنياهو قبل يومين من أنّ دولاً أخرى ستفتح سفارات لها في القدس بعد اعتبار الرئيس الأميركي القدس عاصمة لإسرائيل، بالنسبة إلينا، وإليّ شخصياً، فلسطين واحدة والقدس واحدة عاصمة لدولة فلسطين لا قدس غربية ولا قدس شرقية، وبالتالي فتحُ سفارة يضرب هذا المبدأ".
وبدوره، قال رئيس الحكومة سعد الحريري: "إنّ لبنان وافقَ على المبادرة العربية عام 2002، ويجب أن يبقى موقفه منسجماً مع هذا الأمر"، فأثنى عليه الوزير غسان حاصباني، وتقرّر تشكيل لجنة برئاسة الحريري وعضوية باسيل وخليل وفنيش والمشنوق وحمادة وسليم جريصاتي لمتابعته، وفُهِمَ أنّ هذا القرار سيكون مقدّمة لصرفِ النظر عن هذا الإقتراح.