أولاً: لقب جديد لفخامة الرئيس
وأخيراً حظي فخامة الرئيس ميشال عون بلقبٍ إضافي لألقابه العديدة وهو لقب "الإمام" بتزكية خاصة من سماحة الشيخ عبد الأمير قبلان، رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى بعد اجتماع القمة الروحية التي عُقدت اليوم في الصرح البطريركي في بكركي، وبصرف النظر عن استحقاق الرئيس عون لهذه النّفحة الربانية، وبغضّ النّظر أيضاً عن مقام رئيس المجلس سماحة الشيخ قبلان، ففي هذه البركة مُفارقات عدة تختصّ بمدلولات ومعاني الإمام في الثقافة الشيعية سنقتصر على أبرزها وأكثرها شيوعاً وتداولاً.
إقرأ أيضا : يا شيخ سعد ...النأي بالنفس حديثُ خرافةٍ يا أُمّ عمرو
ثانياً: الإمام في الثقافة الشيعية
للإمام في الثقافة الشيعية معنيان كما يرى الباحث الإيراني علي شريعتي:
أ- النموذج، المثال، الشهيد، الأسوة، الهادي، الحُجّة، التجسيد العيني للإسلام.
وتحتوي هذه "الألقاب" على مجموعة العقائد والفضائل الأخلاقية، والتي يعلن عنها الدين بصورة مفاهيم فكرية، يجسدها الإمام في وجوده وحياته وموته، الإمام إسلام مرئي ومحسوس، هو إيمان يُطرح على هيئة إنسان.وبهذا المعنى يكون الإمام حيّاً باستمرار، فهو إمام على الدوام، قبل الموت وبعده سواء كان حاكماً أو محكوماً، منتصراً أو مُنكسراً، حاضراً أو غائباً (الإمام المهدي). وبهذا المعنى يكون تعيين الإمام بوجود الإمام، لا بالتنصيب، ولا بالانتخاب ولا بالوراثة، وطبعاً ولا بالتزكية!
ب- الإمام بمعنى القائد، القدوة، المسؤول عن هداية الأمة، قيادة الأمة على أساس الرسالة (المحمدية) وعلى طريق التكامل.
الإمامة بمفهومها الشيعي تذهب نحو مدلولاتها الأولى والأعمّ: النموذج الرسالي المتعالي، الإنسان المثال، وبمدلولها الأخصّ أيضاً، أي : الإمامة بلا نُبوّة، فإمامة محمد (ص) الذي هو خاتمٌ في نبوته، لكنه البادئ في إمامته، إنّما تُختم نبوته بعترته (ع).
ومن هنا كان أئمةُ الشيعة الإثني-عشرية أو أوصياء الرسول "إثني- عشر" إماماً، لا غير ، بينما يبقى عدد قادة المجتمع بعد وفاة النبي إلى نهاية التاريخ غير محدّد.
ثالثاً: أمور نجهلها بحاجة للتّوضيح
نحن بانتظار ما يمكن أن يوضحه سماحة رئيس المجلس بخصوص "إمامة" الرئيس عون، فهل هو الهادي أو النموذج أو الحجة، أم هو القائد أو القدوة، أو المسؤول عن هداية الأمة؟ على أساس الرسالة الإسلامية طبعاً، وإذ نعلم بأنّ أئمة الشيعة هم إثني عشر عندنا وسبعة عند الإسماعيلية، وعليه لا يجوز إطلاق لقب إمام على أحدٍ من بني البشر، ومن ضمنهم طبعاً فخامة رئيس جمهوريتنا المعظم، وهذا بانتظار اجتهادات خاصة قد تكون عند سماحة الشيخ ممّا جهلناه، أو لم يبلغ مدى علمنا المحدود طبعاً.