أقر مجلس الوزراء اليوم خلال جلسته العادية في قصر بعبدا البند المتعلق بتراخيص التنقيب عن النفط والغاز والزين البلوكات 4 و9 لصالح تحالف الشركات توتال وايني ونوفوتيك، ليدخل بذلك لبنان نادي الدول النفطية.
وإعتبر المجلس أن القرار الأميركي بإعتبار القدس عاصمة لإسرائيل، لاغيا وباطلا وفاقداً للشرعية الدولية وكأنه لم يكن والقدس هي عاصة فلسطين وحق عودة الفلسطينيين جزء لا يتجز.
وقرر المجلس تشكيل لجنة وزاريّة برئاسة الحريري للبحث باقتراح وزير الخارجية جبران باسيل حول إنشاء سفارة لبنانيّة في القدس.
وتم تعيين القاضي محمد مكاوي محافظا لحبل لبنان والقاضي كمال ابو جودة محافظا للبقاع، كما قرر المجلس وضع المحافظ انطوان سليمان بتصرف رئاسة الحكومة.
كما وافق المجلس على تطويع ٢٠٠٠ عنصر من الذكور في قوى الامن الداخلي للعام ٢٠١٨.
واستهل رئيس الجمهورية ميشال عون الجلسة باطلاع الوزراء على نتائج الزيارة الرسمية التي قام بها الى روما والمحادثات التي اجراها مع كبار المسؤولين الايطاليين والتي ركزت على تفعيل التعاون وتعزيز العلاقات، لا سيما وان ايطاليا تدعم لبنان في المحافل الدولية، كما اطلعهم على افتتاحه مؤتمر الحوار الاوروبي المتوسطي ومضمون كلمته في افتتاح المؤتمر.
وعرض عون نتائج ترؤسه وفد لبنان الى اعمال مؤتمر القمة الاسلامية الاستثنائية واللقاءات التي عقدها مع قادة الدول والكلمة التي ألقاها وحدد فيها موقف لبنان من اعتبار القدس عاصمة لاسرائيل، مؤكدا ان “موقف لبنان كان متقدما والاتصالات التي اجراها أظهرت ان كل الدول ضد القرار الاميركي وتعترض عليه”، مشددا على “اهمية اتخاذ موقف عربي موحد حيال هذا الموضوع”.
بدوره، قال رئيس الحكومة سعد الحريري: “أتوجه بداية بتحية لفخامة الرئيس على كلمته المميزة باسم لبنان في القمة الاسلامية. فخامة الرئيس عبر بصدق وأمانة، عن وجدان اللبنانيين والعرب تجاه قرار الادارة الأميركية نقل السفارة الى القدس. موقف لبنان متقدم بشأن القدس، لانه بين لبنان والقدس توأمة رسالة وايمان، والدفاع عن القدس هو دفاع عن قيم بلدنا، بالسلام الحقيقي والعيش المشترك وحوار الأديان”.
اضاف: “انها مناسبة لنقول، ان القرار الأميركي ما كان ليحصل، لو لم تكن دول عربية كبيرة غارقة في حروب وصراعات، الى حد ان ملايين المواطنين العرب تشردوا على صورة الشتات الفلسطيني”.
وتابع: “اليوم اكثر من اي يوم مضى، صار التضامن العربي حاجة، حاجة لإنقاذ القدس لتبقى عاصمة لدولة فلسطين، وحاجة لمجتمعاتنا لوضع حد للحروب والنزاعات وفتح صفحة جديدة من التضامن العربي”.
واكد انه “من المهم في هذا المجال ان نشدد على قرار الحكومة بالنأي بالنفس، والابتعاد عن التدخل في الشؤون الداخلية للدول العربية..ومن باب أولى، نمنع اي طرف خارجي من التدخل في شؤون لبنان او استخدام الاراضي اللبنانية منصة لتوجيه رسائل إقليمية ومخالفة التزام لبنان بالقرارات الدولية”.
وقال: “لبنان ليس عامل استدراج عروض لجهات عربية او إقليمية للدفاع عنه، واللبنانيون يعرفون كيف يدافعون عن ارضهم وسيادتهم، ولا يحتاجون لمتطوعين من الخارج تحت اي مسمى من الأسماء”.
اضاف: “اكيد، هناك دول شقيقة وصديقة تدعم لبنان في إطار احترام خصوصية البلد وسيادته. والاسبوع الماضي كان مناسبة لوقوف المجتمع الدولي مع لبنان، ومواكبة قرار اللبنانيين بحماية الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي. والوفاء يقتضي ان أوجه بالمناسبة تحية شكر وامتنان للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي قدم أصدق نموذج عن الأصدقاء”.
وقال: “باسم مجلس الوزراء، تحية لفرنسا ورئيسها، وتحية لكل الدول والهيئات العربية والدولية التي شاركت في مؤتمر باريس واكدت الوقوف مع لبنان والشرعية اللبنانية.
وأتوجه بالشكر ايضا للولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت امس عن مساعدات إضافية بقيمة 120 مليون دولار للجيش اللبناني”.
وتابع: “اخيرا، أمامنا ورشة عمل يجب ان نكملها، وتأمين الاستقرار الاجتماعي مهمة أساسية من مهماتنا”.
وأشار الى ان على جدول اعمال الجلسة 145 بندا، معظمها امور لها علاقة بالخدمات والإنماء والنهوض بالاقتصاد وتفعيل العمل الاداري. قبل يومين انطلق المجلس الاقتصادي الاجتماعي في عمله، ومسؤوليتنا ان نواكبه ونساعده على القيام بدوره. امامنا فرصة يجب الا تضيع والتعاون بين أعضاء الحكومة امر مهم”.
وأكد الحريري ان “الحوار والنقاش الموضوعي أساس لنجاح الحكومة في مواجهة التحديات على كل صعيد، وخدمة المواطنين يجب ان تتقدم على كل شي”.