ولفتت المجلّة إلى أنّ بوتين أعلن أنّ العامين من المساعدة في سوريا ساعدا النظام على الإستقرار واستعادة السيطرة على نسبة جيدة من البلاد، وأوضح أنّ عددًا من قواته يمكنه العودة الآن إلى الديار.
والمكان الذي اختاره بوتين لكي يعلن عن ملاحظاته الجديدة مهمّ وله دلالة، بحسب ما جاء في المقال، فـ"حميميم" الآن قاعدة روسية، وهي الى جانب القاعدة التي سيجري توسيعها في طرطوس، تدلّ على إعادة الإمتداد الروسي الإستراتيجي إلى الشرق الأوسط، ويُمكن أن يجري ضمّها الى قاعدات أخرى في مصر وليبيا، إذا ما نجح الديبلوماسيون الروس بمفاوضاتهم وحصلوا على حقوق في هاتين الدولتين.
ووفقًا للمجلّة الأميركية، تدلّ طريقة ونبرة بوتين على أنّه يبعث رسالة الى الشرق الأوسط بأكمله. وقد اختار بوتين - مثل ما فعل رؤساء أميركيون- خلفية عسكرية ليتحدّث.
ولكن الرسالة الضمنيّة لرسالة بوتين، أنّه في المكان الذي كانت الولايات المتحدة متردّدة في العمل (مثل سوريا في 2013)، نجحت روسيا في تأمين مهمّة محددة، على الرغم من التوقعات بأنّ روسيا ستعيد تجربة أفغانستان السيئة في سوريا.
السؤال هو إذا ما كان خطاب بوتين سيُستتبع بأي انسحاب روسي حقيقي. وهنا يشير المقال إلى أنّ بوتين يريد إنهاء التدخّل في سوريا، ويعلن الإنتصار في "حرب قصيرة"، كما أنّ النجاح في سوريا يساعد بوتين في حملته الرئاسية، كما سينتفع القيصر الروسي من عودة قوات روسية، حيث يمكن أن يحتاجها بوتين في أوكرانيا أو أي عملية غير متوقعة.
وتلعب روسيا لعبة توازن معقدة في الشرق الأوسط، فهي تحافظ على علاقاتها مع سوريا وإيران وتحاول تعزيز العلاقات مع إسرائيل والسعودية، وتأمين الشراكة الإستراتيجية الجديدة مع تركيا. وإذا أصبح الأسد رئيسًا قويًا، فقد لا يرغب بتقديم تنازلات رئيسية، يمكن أن يطلبها السعوديون والأتراك وأطراف أخرى.
وعلى الرغم من أنّ مساعدة الرئيس السوري بشار الأسد كان أمرًا مهمًا لروسيا، لكنّها غير ملتزمة بتحقيق كل أهداف الأسد وإيران.
وخلص المقال الى أنّ الملاحظات التي أطلقها بوتين هي دليل على أنّ موسكو لا تخطّط لتقديم دعم لا محدود للأسد.