مع تحوّل فيسبوك إلى منصّة إعلانية مهمّة بالنسبة لكم كبير من الشركات، أصبحنا نرى يومياً كثيراً من الإعلانات المموّلة عليه، إذ تدفع الشركة، أو المؤسسة، مبلغاً معيناً، يحقّق لها رواجاً من خلال نشر الصفحة، أو منشوراتها، على جمهور واسع، تُحدّد هي طبيعته؛ فئته العمرية، وجنسيته، والمنطقة الجغرافية التي تريد أن يغطّيها الإعلان.
في السنوات الأخيرة، ظهرت شركات تعمل على بيع الإعجابات مقابل المال؛ إذ تقوم هذه الخدمات المدفوعة بتضخيم صفحات فيسبوك القائمة على "مزارع الإعجابات" Like Farms التي تولّد "الإعجابات". لا نعرف كثيراً عن هذه الخدمات أو كيف يتم توليدها. ولا أحد متأكد على وجه الخصوص، ما إذا كانت هذه الإعجابات تأتي من بوت آلي أو من عمال بشريين يتقنون هذه الحرفة مقابل المال.
عمل مجموعة من الطلاب، في كلية لندن الجامعية، على دراسة تطبيقية لاختبار هذه المزارع. ففتحوا صفحات على فيسبوك تحت مسمّى شركة معينة، ودفعوا مالاً لشركات عدة من تلك، فوجدوا أنه، في فترة قصيرة، تزايد عدد المعجبين بالصفحة، أو منشورات معينة حدّدوها هم.
وعند دراستهم هذه الإعجابات، والحسابات التي وضعتها، وجدوا أن معظمها وهمي، وغالباً ما تقوم هذه الشركات بإعداد هذه الحسابات.
لا يقول الفريق إن إعلانات فيسبوك الممولة ليست فعّالة، لأن دراستهم في المقام الأول هدفت إلى استبعاد المستخدمين الحقيقيين، ولكن، وفي نفس الوقت، يثبت عملهم أن المعجبين الذين جاؤوا بناءً على إعلانات فيسبوك الأصلية (الشرعية) كانوا يختلفون كثيرًا عن مستخدمي فيسبوك العاديين.