لم يشكل إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب القوات الروسية من الأراضي السورية مفاجأة للبعض.
فقد سبق وأعلن بوتين العام الفائت سحب قواته أيضا، لكن سرعان ما تبيّن أن الانسحاب ليس إلا إعادة تموضع وإنتشار بشكل أوسع وأشمل على الأراضي السورية.
مراقبون للشأن الداخلي الروسي يقولون بأن للإنسحاب علاقة بحملة بوتين الإنتخابية فالرئيس الروسي يفضل التوجه إلى الناخب الروسي من دون ملف الحرب السورية كرجل صانع للسلام .
إقرأ أيضا : مدير صحيفة كيهان يتوقع إستهداف الحوثيين للناقلات السعودية
فانخراط روسيا في القتال في سوريا لم يكن ضرورة تهدد أمن روسيا ومواطنيها ووحدة أراضيها وقرار الإنخراط فيها كان قرارا شخصيا لبوتين
لا شك بأن موسكو ، تسعى إلى حل ديبلوماسي لخروج مشرف من سوريا مع الإحتفاظ بقواعدها العسكرية في حميميم وطرطوس والجزء الأكبر من قواتها العسكرية ،في حين تعتبر إيران في إعلان الإنسحاب وإنتهاء الحرب على داعش خيانة لها ،إذ أنه سيحتم عليها سحب مقاتليها وأذرعتها العسكرية من سوريا بعد إعلان بوتين القضاء على داعش وإنتفاء المبرر لبقاء قوات عسكرية أجنبية فيها، أي إجهاص مشروعها التوسعي في المنطقة وهو ما رفضته مشككة بتمدد داعش وهروب عناصرها إلى باكستان وأفغانستان ، الخاصرة الروسية الضعيفة ، بلسان رئيس الإستخبارات محمود علوي ، أضف إلى ذلك ، التشكيك الأميركي بجدية الإنسحاب الروسي الذي عبر عنه بيان وزارة الدفاع الأميركية وأكد فيه على إستمرار عمل التحالف الدولي في سوريا وتقديم الدعم للقوات المحلية ميدانيا.
لا شك بأن بوتين يريد حلا ديبلوماسيا في سوريا، وأن إعلانه الإنسحاب الجزئي هو في سياق تلميع صورة رجل الإنتصارات لإستثمارها في حملته الإنتخابية الرئاسية لولاية جديدة في روسيا.
مهى العربي