استوقفتني احد المقاطع من وثائق "إدوارد سنودن" ضابط المخابرات الأمريكية عن الخطة المنظمة لتدمير الدول العربية باقل كلفة مادية ممكنة ، والتأسيس لمرحلة شرق اوسطية جديدة لشرذمة الامة العربية "ان وجدت" فاعلان "القدس"عاصمة الكيان الاسرائيلي ليست وليدة الرئيس الاميركي "دونالد ترامب" وليست قرار ارتجالي من الرئيس ترامب كما اعتدنا عليه ، بل هي احد اهداف تلك الخطة التي تمت باشراف و هندسة بعض حكامنا العرب للاسف الشديد.
يكشف ضابط المخابرات الأمريكية السابق إدوارد سنودن عن وثيقة خطيرة تعود إلى سنة 2004 تفيد أن ال C I A هي التي استولدت المنظمة الإرهابية الجديدة "داعش" و "جبهة النصرة " ، من رحم القاعدة لتحلّ محلّها ، وتكون قادرة على جلب المتطرفين من جميع أنحاء العالم ، وتجميعهم في الشرق الأوسط في عملية سميت "بعش الدبابير" ، لزعزعة استقرار الدول العربية ، بعد أن وضعت أمريكا يدها على العراق سنة 2003 .
يقول سنودن اجتمع في لندن يوم 19 / 2 /2004 مدراء المخابرات : الأمريكية والبريطانية والإسرائيلية .... في قصر أحد الأمراء العرب جنوب لندن ، لمدة ثلاثة أيام ، وتقرّر أن يكون العمل ذا شقين :
1 – تأسيس التنظيم المتطرّف "النصرة"
2 – القضاء التام على حزب الله اللبناني
إقرأ أيضا : عندما يثور الوزير تعود فلسطين
وقد اختاروا أبا مصعب الزرقاوي الذي كان معتقلا في الأردن ، وقد أطلق سراحه وخضع لفترة تدريب في أحد معسكرات ال C I A في إحدى الدول العربية ، ثم نقل إلى الأنبار العراقية ، ومن هناك انطلق في تأسيس التنظيم الجديد "الدولة الإسلامية في العراق والتي اضيف إليها بعد ذلك والشام" تحت إشراف العقيد في المخابرات البريطانية مايكل أريسون الذي يجيد العربية بكل طلاقة ، ويتحدّث بلهجة فلسطينية كأنه أحد أبناء فلسطين .. وقد حوّل للتنظيم في بداية الأمر 860 مليون دولار ، وكانت الأموال تنقل إلى الزرقاوي بالشاحنات ، ليقوم بإرسال المتدربين إلى معسكر مراد ناظملي في غازي عنتاب بتركيا ... كي يعمل على تدمير المقاومة المسلحة العراقية التي كانت قد بدأت ضد القوات الأمريكية .
واوضح سنودن في وثائقه، ان أجهزة الاستخبارات الأمريكية والبريطانية والاسرائيلية تتحمل مسؤولية إنشاء داعش لافتاً إلى أن متزعم التنظيم الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي خضع لتدريب عسكري مكثف لمدة عام كامل من قبل جهاز الموساد الاسرائيلي بالتوازي مع تلقيه دروساً في اللاهوت وفن الخطابة.
بين "وعد بلفور "١٩١٧ و"اعلان ترامب "٢٠١٧ مئة عام !!!
في خضم الحروب الداخلية والتشرذم الداخلي اصبح هناك:
- وطن للكيان الاسرائيلي في قلب الامة.
-مستعمرات تبنى واخرى تتوسع والاتي اعظم.
-العرب يتقاتلون ويدفعون ثمن قتالهم .
-تدمير الارث التقافي في العراق وسوريا .
-السيطرة على منابع النفط والثروات الطبيعية.
-تهجير الادمغة كلها من المنطقة العربية.
-محاولات عديدة لتدمير الدولة اللبنانية.
-تدميرالعراق والقضاء على البنى التحتية.
-تدمير سوريا وتهجير ابنائها في كل بقاع الارض.
-اقتتال مذهبي وطائفي باسم الدين والمذهب.
-السيطرة على كل النفط الليبي وتدمير طاقاته.
-انشاء قواعد عسكرية والتحكم بسياسات الدول.
-قنوات تلفزيونية تنطق بفكر الاستعمار باللغة العربية.
-التطبيع في بعض الدول وتوقيع السلام في دول اخرى.
-جامعة دول عربية اعلن عن وفاتها قبيل ولادتها.
-سفارات وقنصليات ومكاتب تمثيلية للكيان الاسرائلي.
-اجتماعات سرية واخرى علنية بين حكامنا والكيان.
-حروب عربية-عربية وصراع اممي وقتال على ارضنا.
-عمالة - استسلام- رضوخ- هيمنة -مصالح دول-ربيع عربي......
هذا جزء بسيط مما تعيشه الامة ونريد ان نطالب بالقدس عاصمة لفلسطين !!! بعد سلبت الامة العربية باكملها .
العرب نائمون والحكام خائنون فاقدين طعم الحياة،يبحثون عن معنى الكرامة،يعيشىون انسانيتهم دون معان للانسانية انه زمن الاذلال!!!!!
زمن أصبحٍ فيه الفلسطيني يبحث عن وطن, في وطن الزمن العربي الاذل, زمن لا يستطيع التحرك من الخليل الى الناصرة ومن عكا الى حيفا ومن غزة الى الضفة وحتى غزة وأريحاٍ لم تسلم, ناهيك عن القدس المقسمة قدس المسجد الأقصىٍ وكنيسة المهد والقيامة.
إقرأ أيضا : القدس كمدينة والقدس كقضيّة
متى سيعي العالم العربي تصريحات الغرب وأمريكا وإسرائيل ومخططاتهم وبدلا من التصدي لها، يتم تمهيد الطريق لهم في تنفيذ تلك المخططات على أوطان العرب في زمن العهر الإعلامي والسياسي والاقتصادي العربي.
في هذه الايام العصيبة وفي هذا الاعلان الارعن لنزع هوية القدس، علينا أن نعي جميعاً جسامة المسؤوليات التي تقع على عاتقنا جميعاً، لنتضامن ونتآزر ونعمل بجدية لنشكل حركة صراع وحركة فعل، لبناء الجيل الجديد، على فكرة الوطن الجامع لكل ابنائه، مهما اختلفت مذاهبهم وطوائفهم وانتمئاتهم العقائدية، ونسعى إلى نشر القيم والاخلاق والمناقب الانسانية ،التي تنبع من عقيدتنا لنقف سدا منيعا بوجه كل من يستغل سلطته لبث الكراهية والحقد والتكفير والقتل .
وسنبقى مع فلسطين حتى يصلي المسلمون في المسجد الأقصى والمسيحيون في كنيسة القيامة .