ويشير بليك في مقاله، إلى أنه "بعدما هاجم المرشح ترامب الرئيس باراك أوباما مرات عديدة للعبه الغولف، فإن ترامب الرئيس قام بلعب الغولف أكثر من أوباما، وبعدما كانت حملة ترامب الانتخابية هي الأقسى في التاريخ الحديث، إلا أن عائلته اشتكت من قسوة السياسة وبعد أن هاجم ترامب هيلاري كلنتون، لاستخدامها مزودات بريد إلكتروني خاصة، فإن العديد من مستشاري البيت الأبيض يستخدمون الآن بريدا إلكترونيا خاصا".
ويقول الكاتب: "الآن يمكننا إضافة شيء جديد إلى القائمة، فخلال مؤتمر البيت الأبيض الصحفي يوم الخميس الماضي، بعد أن ودعت المتحدثة باسم ترامب سارة هوكابي- ساندرز الصحفيين، قررت الرد على سؤال آخر عن صحة ترامب، حيث لوحظ أنه في نهاية خطابه، الذي اعترف فيه بالقدس عاصمة لإسرائيل عانى من صعوبة في إخراج الكلمات".
ويفيد بليك بأنه "قبل أن تجيب ساندرز عن السؤال، فإنها قالت إن ترامب عانى من جفاف في فمه، مرة أخرى، وأضافت: (أنا أعلم أن هناك أسئلة كثيرة حول هذا الموضوع، وبصراحة هي أسئلة سخيفة)".
ويعلق الكاتب قائلا: "بالطبع، لأن التشكك في صحة شخص بناء على مجرد حكاية هو شيء سيئ، إلا إذا كان ترامب هو المتسائل والشخص الذي يتحدث عنه هو هيلاري كلينتون، حيث استخدمت حملة ترامب عام 2016 جهودا متضافرة للتشكيك في صحة كلينتون، باستخدام النوع ذاته من الأدلة، وفي مرحلة من المراحل تم نشر فيديو يبرز هيلاري كلينتون تتعثر وتسعل بتكرار في إحياء لذكرى أحداث 11 أيلول ، ونشرت كذلك صورا تظهر مساعدتها في أثناء صعودها درجا".
ويلفت بليك إلى أن المعلق قال وكان في الخلفية موسيقى حالكة: "ليس لدى هيلاري كلينتون الشجاعة ولا القوة ولا الجلد للقيادة في عالمنا".
ويوضح الكاتب أن "ذلك الإعلان بنى قصته على نظريات مؤامرة حول صحة كلينتون، كان عمرها أشهرا، بل سنوات، واستخدم الإعلان صورا وفيديوهات تمت مشاركتها على الإنترنت، حيث قدم المستخدمون تقييمهم الخاص لتشخيص ما تعاني منه كلينتون".
ويقول بليك: "ترامب لم يربط النقاط مباشرة، لكنه شكك دائما في قدرة كلينتون، فقال بعد تعثر كلينتون في ذكرى أحداث 11 أيلول: (من المفترض أن تحارب هذه الأمور كلها ولا تستطيع المشي 15 قدما إلى سيارتها؟ ماذا تقولون؟)".
ويذكر الكاتب أن ترامب غرد بخصوص سعال كلينتون، فقال: "لم يتحدث الإعلام عن القرصنة التي تعرضت لها كلينتون، ولا عن نوبة السعال، لكنها أصبحت الهاشتاغ رقم واحد".
يبين بليك أن "ترامب لم يقدم تشخيصا لحالة كلينتون، إلا أن حملته فعلت ذلك، حيث قالت المتحدثة باسم الحملة كاترينا بيرسون ذات مرة إن كلينتون تعاني من حالة اسمها (ديسفيسيا/ الإعاقة الكلامية)، وأضافت بيرسون لـ(أم أس ني بي سي): (الجديد هو أن التقارير الأخرى المتعلقة بمراقبة تصرفات هيلاري كلينتون وسلوكياتها، خاصة ما أظهرته في تلك اللقطات، بالإضافة إلى الـ(ديسفيسيا)، التي تعاني منها، وكونها وقعت وأصيبت بضربة في الرأس)".
وينوه الكاتب إلى أن "مرض الـ(ديسفيسيا) يعرف بأنه مرض لغوي يتسبب بـ(فقدان أو ضعف في إمكانية استخدام أو فهم اللغة بسبب إصابة للدماغ أو مرض فيه)، ولذلك فإن الربط بحالة ترامب لا يمكن أن يكون أكثر مباشرة، ويقول البيت الأبيض بأن مجرد التساؤل عن صحة ترامب ليس مقبولا، مع أن حملة ترامب قدمت تشخيصات وتلميحات لوقائع شبيهة حصلت مع كلينتون".
ويذهب بليك إلى أن "هذا لا يعني فتح الباب أمام أي شخص لتخمين ما يشاء حول صحة ترامب، فبناء نظريات على العدد القليل من المرات التي علق فيها ترامب علنا سيكون نوعا من المبالغة، لكن البيت الأبيض فتح الباب أمام هذا، من خلال تصرفات ترامب خلال الحملة عام 2016، ومن خلال عدم تقديم البيانات الكافية حول صحته (فقد اكتشفنا بداية العام أن أطباءه لم يكشفوا عن الأدوية التي يأخذها كلها، بما في ذلك دواء لتساقط الشعر مثلا)".
ويذكر الكاتب أن "(كالام بروتشرز) أشارت الأسبوع الماضي في تحليل لها إلى أن مراسلي البيت الأبيض طالبوا لأشهر بمعرفة متى سيقوم الرئيس بفحص طبي شامل، ولم يحصلوا على جواب لذلك، وأخيرا أعلنت ساندرز أن ترامب سيجري فحصا طبيا شاملا بداية العام القادم وسيتم إعلان النتائج".
ويختم بليك مقاله قائلا: "لذلك، فإن لم يحصل الصحفيون على أجوبة تتعلق بصعوبة اللفظ التي عانى منها ترامب، فإنهم حصلوا على جواب للسؤال الذي سألوه لفترة طويلة دون جدوى".
(واشنطن بوست ـ عربي 21)