صعد إلى سطح محله لفتح مجرى المياه، حمل عصاً ووقفَ إلى جانب عش للحمام محاولاً القيام بالمهمة، لكن في لحظة سقط بعدما أصيب بصعقة كهربائية من شريط موجود في المكان، ليفارق الحياة على الفور وهو في عزّ الشباب. إنه وديع شرّو شرطي بلدية زحلة الذي صعق الجميع برحيله السريع. 

لحظة قاتلة

عند نحو الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر أول من أمس الخميس وقع ما لم يكن بالحسبان، كان وديع (36 عاماً) في محل حدادة السيارات الذي يمتلكه في المدينة الصناعية، وبحسب ما قاله زميله في شرطة البلدية روبير ابي غانم لـ"النهار": "انسداد في مجرى المياه على سطح المحل دفع بوديع الى محاولة فتحه، قبل أن يسقط على رأسه، لينقل على إثره الى المستشفى اللبناني الفرنسي، تبيّن انه فارق الحياة بسبب صعقة الكهرباء التي أصابته في يديه ورجليه، مما أدى الى انتفاضه من مكانه، وقع عن عش الحمام حيث كان يقف".

رحيل" الوديع"

الليلة التي سبقت وفاته، كان وديع في دوام عمله كحارسٍ ليلي في بلدية زحلة، ولفت روبير: " كان يضحكُ كعادتِه، تحدثَ عن طموحه، ورغبته بالارتباط بفتاة أحبها، لكن للأسف لم تكتب له الحياة مزيداً من العمر لتحقيق أحلامه". وأضاف: " كل من عرف وديع يعلم كم كان وديعاً مع الجميع، فقد كان همه الاساسي العمل لتأمين مستقبله، وهذا ما دفعه الى فتح محل حدادة، والانضمام الى شرطة البلدية قبل ست سنوات"، اما زميلته ايمان فتحدثت عن شاب "هوى تربية طيور الحمام، وتجارة السيارات، انسان لا يتدخل بأمور الغير، كل ما يعنيه ان يكون من حوله سعيدين، ابتسامته لن تفارق ذاكرتي، فعلا خسارته كبيرة على كافة الصعد سواء الزمالة او الصداقة او لأبناء بلدته".

غفلة وصدمة

في عائلة مؤلفة من شابين وفتاتين ترعرع وديع، والده يمتلكُ محلاً لدهان السيارات ملاصقاً لمحله، وبحسب ما قاله مختارُ حي السيدة جورج حمزو "أطفأت الكهرباء شمعة وديع، غافله الموت تاركاً حسرة في قلوب محبيه، فالشاب الذي عرف باخلاقه الطيّبة، وحبه لخدمة الناس، صدم الجميع بخبر موته، نتمنى لعائلته الصبر على المصاب، فكل الكلمات لا تعبّر عن حالهم الآن". وأضاف "سيقام قداس لراحة نفسه بعد ظهر السبت في كنيسة السيدة، ليدفن بعدها في مدافن البيادر، علها تكون خاتمة الأحزان لعائلته".