إن عانى طفلك من نوبة إسهال وتقيّؤ مفاجئة، وتذمّر من آلام في بطنه، فلا بد من أنك تظّن أنه يعاني مما يعرف بـ"زكام المعدة". ولكن هذا التعريف ليس صحيحاً. هذه الحالة هي التهاب المعدة والأمعاء، والأنفلونزا أو الزكام لا علاقة له بالمعدة أصلاً. أما التهاب المعدة فغالباً ما يسبّبه فيروس أو بكتيريا معيّنة. تنقضي هذه الإصابة بعد مضيّ حوالى 10 أيّام بدون أدوية؛ الأيام الأولى تكون الأسوأ، ولكن بعض الخطوات يمكن أن تساعدك في تخطيها.
زوّده بكثير من السوائل
إن أكبر الأخطار التي قد يسبّبها التهاب الأمعاء هو الجفاف بسبب كثرة التقيّؤ والإسهال، الذي يؤدّي إلى خسارة طفلك الكثير من سوائل جسمه. لهذا السبب، أهم خطوة هي أن تحافظ على رطوبة طفلك.
ولكن خيارك يجب ألا يكون عشوائياً، فليس جميع أنواع السوائل تفي بالغرض. المياه جيدة ولكنها ليست كافية أحياناً لأنها لا تعوّض الأملاح والمعادن التي خسرها الطفل. يمكنك أن تجد بعض المحاليل المناسبة التي تلبّي هذا النقص في الصيدلية بحسب سنّ طفلك.
أبعده عن الحليب لأنه يزيد مشاكل المعدة سوءاً، أما بالنسبة للرضَّع، فيفضّل أن تستشير الطبيب. السوائل التي تحتوي على الكثير من الأحماض كعصير البرتقال أو الكافيين هي أيضاً تسبب المشاكل ولا تعالج.
قدّم الطعام ببطء
عندما تشعر بأن حالة التقيّؤ والإسهال بدأت تهدأ وتتراجع، يمكنك أن تبدأ بإضافة الطعام الصلب. جرّب الموز والخبز والأرز وصلصة التفاح. حساء الدجاج والبسكويت المملح خيارات جيدة أيضاً. بعد استقرار حالته أكثر، قدّم اللحم والخضار.
لا تقدّم له أطعمة حارة أو دهنية أو تحتوي على الكثير من الحموضة، لأنها قد تؤدي إلى تراجع حالته.
لا تزوّده بأدوية دون وصفة طبيب
في حالات التهاب الأمعاء، فإن الوقت هو الدواء الأفضل. حين يمرض طفلك، قد تظنّ أنك يجب أن تعطيه أدوية ولو بدون استشارة الطبيب. ولكن لا تفعل، لأن الأدوية لن تكون دون تأثير فحسب، بل إنها قد تزيد الحالة سوءاً. التقيّؤ والإسهال هي وسيلة الجسم لمحاربة إصابات المعدة والتخلص من الفيروسات والبكتيريا.
المسكنات كالإيبوبروفين مثلاً تسبّب الإزعاج للمعدة، والأسيتومينوفين تضرّ بالكبد، أما الأدوية المضادة للإسهال والتقيؤ، فتطيل مدة المرض، كما أنها مضرة للأطفال.
وأخيراً، لا تستخدم المسكنات إلا في حال ارتفاع درجة حرارته.
(نواعم)