وانطلاقاً من استضافة روسيا القمة الروسية-الإيرانية-التركية لتنسيق الجهود حول سوريا ومؤتمر المعارضة السورية ولقاء بوتين نظيره السوري بشار الأسد، رأى الموقع أنّ الروس يسعون إلى لعب الدور الأكبر في سوريا، مستشهداً بـ3 عوامل.
وشرح الموقع بأنّ الروس بمبادرتهم إلى عقد اجتماعات مختلفة مع شركائهم في محادثات أستانة، لا سيّما إيران وتركيا، وبتشديدهم على أهمية الدعم العسكري الإيراني والروسي للحكومة السورية، يريدون الاعتراف بهم وكأنّهم السبب الرئيسي الكامن وراء النجاحات العسكرية المحققة في مواجهة "داعش" وغيره من المجموعات الإرهابية في سوريا.
في السياق نفسه، تطرّق الموقع إلى تصنيف موسكو محادثات أستانة كمكمّلة لمحادثات جنيف من دون اعتبارها بديلة عنها، مشيراً إلى أنّ روسيا تمثّل عملياً الرابط الفعلي بين مجموعتيْ اللاعبين في النزاع السوري.
إلى ذلك، أكّد الموقع أنّ موسكو تسعى إلى أنّ تكون لها الكلمة الفصل في المعادلات الداخلية السورية في الفترة التي تسبق الفترة الانتقالية، وذلك لاقتراحها استضافة مؤتمر المعارضة السورية.
في ما يتعلّق برأي شركاء موسكو في أستانة بسياستها السورية، اعتبر الموقع أنّ بيان المحادثات النهائية يهدّء بعض المخاوف الإيرانية الأساسية المتعلّقة بمستقبل سوريا، إذ شدّد على ضرورة الحفاظ على وحدة سوريا وسيادتها من دون وضع شروط مسبقة لبداية المرحلة الانتقالية.
في المقابل، أكّد الموقع أنّ إيران لا تشعر بأمان تام في وجه الخطط الروسية، مشيراً إلى أنّ طهران تعتبر أنّ رؤية موسكو محادثات جنيف جزءاً أساسياً من العملية السياسية تمثّل تحدّياً لمصالحها طويلة الأمد في سوريا.
كما كشف الموقع أنّ بوتين تحدّث وحده بوضوح عن ضرورة استكمال محادثات جنيف في الوقت الذي شدّد فيه نظيره الإيراني حسن روحاني على ضرورة أن يقرّر السوريون مستقبل بلادهم.
توازياً، أوضح الموقع أن إيران قلقة من طريقة تعاطي روسيا مع اللاعبين في سوريا، مذكّراً باتصال بوتين بنظريه الأميركي والمصري والعاهل السعودي ورئيس الوزراء الإسرائيلي لإطلاعهم على نتائج قمة سوتشي، ومؤكداً أنّ طهران تتخوّف من حصول اتفاق بين موسكو وواشنطن وتل أبيب.
وعلى الرغم من استبعاد الموقع ممارسة روسيا ضغوطاً على إيران لإجبارها على الخروج من سوريا، رأى أنّ احتمال تصنيفها "حزب الله" مثلاً "قوات أجنبية" في سوريا وبالتالي إضعاف موقف إيران، أمر وارد.
ختاماً، أكّد الموقع أنّ محاولة روسيا محوَرَة العملية السياسية حول دورها قد تؤدي إلى تحييد إيران في نهاية المطاف وبالتالي تشكيل تحدٍ لشراكتهما في سوريا.
( Al-Monitor)