حال من الصدمة تعيشها مدينة البترون الشمالية حزناً وألماً على ابن المدينة الشاب سامي ريمون باسيل (39 عاماً) الذي قضى في الـ 29 من تشرين الثاني الماضي في أثناء عطلته، التي كان يقضيها خارج لبنان، وتحديداً في سريلانكا، ليشكل رحيله صدمة لعائلته الصغيرة وعائلته البترونية الكبيرة ولكل أصدقائه ومحبيه الذين خسروا سامي الشاب المبتسم المحب للحياة و"الطيب".

وفاة سامي كانت وفاة طبيعية نتيجة انفجار في الأوعية الدموية في الرأس ما أدى إلى نزيف داخلي حاد بين الدماغ والجمجمة فارق بنتيجته الحياة بعيداً عن أرض الوطن وعن أحضان عائلته التي لا تزال تعيش هول الصدمة.

إيلي، هو شقيق سامي والمقيم في العاصمة الإماراتية أبو ظبي، يشير في حديث لـ"لبنان 24" إلى أنّ سامي تناول قهوته صباح الـ 29 من الشهر الماضي وعاد إلى غرفته للتجهيز لحزم حقائبه والعودة إلى لبنان في اليوم نفسه إلا أن القدر شاء غير ذلك وتوفي سامي "أطيب روح".

إيلي، المفجوع بوفاة شقيقه، والذي ذهب إلى سريلانكا لتخليص أوراق نقل الجثمان إلى لبنان، يروي ما أصاب العائلة من إرباك نتيجة غياب أي سفارة قنصلية أو ممثلية للبنان هناك، "وهو ما استدعى التواصل مباشرة مع وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل للتدخل والمساعدة في نقل الجثمان إلى لبنان، وقد كانت الاستجابة سريعة من دوائر الوزارة وفريق عمل الوزير باسيل، حيث تم التواصل مع أقرب سفارة لبنانية هناك وهي موجودة في الهند لإنهاء كل الأوراق اللازمة"، وفق إيلي، الذي أوضح أنّه "تمّ إرسال نسخ عن الأوراق الأصلية إلى السفارة في الهند للحصول على الموافقة لنقل الجثمان، ولا سيّما أنّ القانون في سريلانكا يمنع نقل أيّ جثمان من دون عملية تشريح وهي تتم على الطريقة القديمة في تلك البلاد".

كما لفت إلى أنّ "السفارة الأردنية في سريلانكا ساعدتنا وأرسلت لنا أحد العاملين فيها لتسهيل بعض الأمور".

وبحسب تقرير الطبيب الشرعي الذي كشف على الجثمان، والصادر عن قسم الصحة العامة في المجلس البلدي للعاصمة السريلانكية كولومبو فإنّ الوفاة طبيعية وسببها نزيف داخلي بين الدماغ والجمجمة نتيجة انفجار في الأوعية الدموية للدماغ، وهو أيضا ما أكدته وثيقة الوفاة الصادرة عن سجل الولادات والوفيات في مدينة ماتارا جنوبي سريلانكا حيث نقل جثمان الضحية إلى أحد مستشفياتها.

عاد جثمان سامي يوم أمس، الأربعاء، إلى لبنان عن طريق أبو ظبي وقد وضع في مستشفى "سيّدة المعونات" – جبيل، حيث نقل صباح اليوم إلى البترون وأقيم له استقبال في ساحة البلدة، تمهيداً للإحتفال بالصلاة لراحة نفسه في الثالثة من بعد الظهر في كاتدرائية مار اسطفان الرعوية - البترون.