أثار إعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل موجة واسعة من الإحتجاجات في الشارع العربي والإسلامي، ومقابل ذلك وحّد حلفاء واشنطن وخصومها حول موقف واحد يعارض سياسة ترامب في الشرق الأوسط وانحيازه لإسرائيل دون قراءة عواقب خطواته.
"صفقة القرن" في أدراج الرياح
وفي هذا السياق، قال دبلوماسيون عرب في القاهرة، نقلاً عن صحيفة "العرب"، أن "الكلام عن (صفقة القرن) لحل القضية الفلسطينية ذهب أدراج الرياح، إذ أرادت تل أبيب وواشنطن تكريس أمر واقع جديد يخرج القدس من أي تسوية يمكن أن يتم التوصل إليها في المستقبل"، لافتين إلى "أن الصخب العربي الناجم عن تفجير قضية القدس سيؤثر على قضية التسوية برمتها، وهذا ما تتمناه إسرائيل "الإنشغال بالتفاصيل على حساب جوهر القضية".
وبدورها أشارت تقارير غربية، إلى أن "ترامب الذي وصفته بالمجازف يأمل أن يؤدي قرار نقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس إلى إنهاء سلسلة الإخفاقات السابقة في حل الصراع بين الإسرائيليين والفلسطينيين، إلا أن أمله هذا سيذهب هباء".
وحذر محللون سياسيون، من أن "ترامب يُعيد أخطاء سلفه باراك أوباما من خلال إصراره على وضع استراتيجية أميركية دون مراعاة مصالح حلفاء واشنطن في المنطقة، ودون الإنتباه لحجم الإحراج الشعبي والأخلاقي الذي يلاقونه في قضية بحجم القدس".
الأردن في إحراج كبير
تُشير الصحيفة إلى أن "دولة الأردن، وجدت نفسها في إحراج كبير كونها ترعى شؤون مدينة القدس والمسجد الأقصى، إذ دعا الملك عبدالله الثاني إلى تكثيف الجهود العربية والإسلامية والدولية لحماية حقوق الفلسطينيين والعرب والمسلمين في مدينة القدس، التي تمثل مفتاح تحقيق السلام والإستقرار في المنطقة"، وحضّ على "البناء على الرفض الدولي للقرار الأميركي، لتفادي أي خطوات أحادية قد تقوم بها دول أخرى".
دائرة الإحراج تشمل السعودية ومصر
وأضافت الصحيفة، إلى "أن دائرة الإحراج تتسع لتشمل دولاً عربية مركزية مثل السعودية ومصر، التي تتبنى عملية السلام وتسعى لإنجاح تسوية شاملة بين الفلسطينيين وإسرائيل على قاعدة المبادرة العربية للسلام، كما أن قرار الرئيس الأميركي المتسرع يربك أيضاً أولويات كل من الدولتين (مصر والسعودية) خاصة في الحرب على الإرهاب وتفكيك التيارات المتشددة، فضلاً عن الوقوف في وجه التمدد الإيراني وفق مقررات قمة الرياض التي حضرها ترامب وانتهت إلى تحالف إسلامي أميركي".
ومن جهتها، تحاول دول الرفض العربي استثمار الرفض العالمي الواسع لقرار ترامب من أجل خلق حالة دولية تمكن المؤسسات الأميركية التقليدية، الرافضة بدورها للقرار، من وضع الإدارة تحت ضغط داخلي.