لى وقع مواجهات في الأراضي المحتلة تنذر بانتفاضة فلسطينية جديدة تفاعلَ اعتراف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالقدس عاصمةً لإسرائيل دولياً وعربياً، وقوبلَ لبنانياً بإدانة واسعة وبتشديدٍ رسمي على التضامن الكامل مع الشعب الفلسطيني في رفضِ هذه الخطوة وضرورة مواجهتها بموقفٍ عربي واحد فيما برَز موقف أميركي جديد ضد «حزب الله»، عبَّر عنه نائب وزير الخارجية الأميركي جون سوليفين مؤكّداً أنّ إدارة ترامب تطوّر استراتيجية خاصة للتصدّي لنفوذ الحزب، وأبدى خلال جلسةِ استماعٍ عقَدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب قلقَه من امتداد هذا النفوذ إلى «جنوب أميركا». وقال «إنّ حزب الله أصبح يشكّل مجموعة حاكمة محلية في جنوب لبنان، إضافةً إلى كونه منظمةً إرهابية تؤثّر على الأحداث في سوريا». وأضاف: «إنّ الحزب الذي تدعمه إيران يسعى أيضاً إلى بسطِ نفوذه في مناطق أخرى»، موضحاً «أنّ الإدارة الأميركية تُركّز على هذه القضية».
وأكّدت مصادر ديبلوماسية لـ«الجمهورية» أنّ قرار ترامب «سيتسبّب بردّة فِعل سلبية كبيرة في البلاد العربية والإسلامية، وردّةِ فِعل ديبلوماسية قوية لحلفاء أميركا الأوروبيين.
فالرئيس التركي هدّد فِعلاً بقطعِ العلاقات مع إسرائيل منذ اليوم الأوّل، ووزيرة العلاقات الخارجية الأوروبية استبَقت الأمر بتصريح يحذّر من اتخاذ قرارات تؤثّر على عملية السلام في المنطقة.
وكذلك فإنّ عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية ستتعطّل وتُرجَأ إلى أجَلٍ غير مسمّى. والمدى الذي ستبلغه واشنطن بما قرّره ترامب سيتوقف على حدّة ردّات الفعل العربية والإسلامية والأوروبية من جهة، وعلى مصير إدارة ترامب في الأشهر المقبلة، نتيجةً لتحقيق المحقّق الخاص روبرت موللر من جهة أخرى».
واستبعَدت المصادر «أن تشارك دول أخرى واشنطن في هذه المغامرة غيرِ المدروسة، ما سيَجعلها يتيمةً في هذا المجال». وقالت: «بالنسبة إلى لبنان، فإضافةً إلى المفعول السلبي لقرار ترامب على القضية الفلسطينية، مِن غير المنتظر أن يتسبّبَ القرار باهتزاز إضافي في الأوضاع الأمنية والاقتصادية فيه بنحوٍ يُخرجها عن السيطرة».
جلسة وتوصية
لبنانياً، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره أمس إنه سعى منذ أمس الأوّل إلى عقدِ جلسةٍ نيابية خاصة بالقدس عند الخامسة مساء أمس، واتّصَل لهذه الغاية برئيس الحكومة سعد الحريري متمنّياً عليه أن يحضر ولو لساعة، لكنّ اضطرار الأخير للسفر إلى باريس للمشاركة في مؤتمر مجموعة دعمِ لبنان حالَ دون ذلك، فتقرّر أن تنعقد هذه الجلسة اليوم حيث ستنتهي بتوصيةٍ تحدّد الموقفَ من القرار الاميركي. وقد خصَّص بري عشر دقائق لمداخلةِ كلّ كتلة من الكتل النيابية في حال تحدّثَ باسمِها نائب أو اثنان.
وسيفتتح بري هذه الجلسة بعبارةٍ قالها الإمام موسى الصدر يوماً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في أحد الاحتفالات، وهي «إنّ القدس تأبى أن تتحرّر إلّا على أيدي المؤمنين».
وقال بري أمام زوّاره: «بعد القرار الأميركي فإنّ المقاومة هي الخيار الأفضل للرد».
وسُئل: أليسَ مجدياً أن تبادر الدول العربية إلى قطعِ العلاقات الديبلوماسية مع الولايات المتحدة؟ فأجاب: «لو كان الاميركيون يعلمون أنّ لدى العرب الجرأةَ على قطعِ العلاقات الديبلوماسية مع الولايات المتحدة لَما كانوا اتّخَذوا مثلَ هذا القرار».
ورأى بري «أنّ ما أغرى الأميركيين ودفعَهم إلى مِثل هذا القرار هو أنّ «الوادي واطي». فعندما يكون الوادي منخفضاً جداً يكون الجبَل مرتفعاً جداً. وقال: «إنّ القرار الاميركي يأتي في سياق التمهيد لصفقة العصر، عبر سحبِ القدس من التفاوض، تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية برُمتِها لاحقاً».
وأشار بري الى انه اكّد للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصاله به لتهنئته بالكلمة التي ألقاها تعبيراً عن رفض إعلان القدس عاصمةً لإسرائيل أنّ القرار الأميركي «هو احتلال جديد وتشجيعٌ على مزيد من الاستيطان، وأنّ الرد الفلسطيني ينبغي ان يكون بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية».
وكشفَت مصادر واسعة الاطلاع انّ ترامب عندما اتّصَل بقادة الدول العربية والإسلامية في شأن قراره إنّما أراد إعطاءَهم علماً بهذا القرار وليس للوقوف على رأيهم فيه. ولفتَت الى انّ الاتصالات الاميركية شملت لبنان ايضاً «لكن لم يُعرَف مستواها ولا الجهة التي تلقّتها».
من جهةٍ ثانية، أصرّ بري في الاتصالات الجارية لعقدِ الاتّحاد البرلماني العربي في المغرب من أجلِ اتّخاذ موقفٍ من القرار الاميركي على وجوب أن ينعقد هذا الاتحاد على مستوى رؤساء البرلمانات ملوّحاً بأنه لن يحضر هذا الاجتماع في حال غياب أيٍّ مِن هؤلاء الرؤساء.
نصرالله
ومن جهته، دعا الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله إلى تظاهرةٍ بعد ظهرِ الاثنين المقبل في الضاحية الجنوبية لبيروت، منَبّهاً إلى أنّ المقدّسات الاسلامية والمسيحية بخطر في القدس، وخصوصاً المسجد الاقصى، بعد قرار ترامب.
وقال «إنّ إقامة الاعتصامات والتظاهرات وعقدَ اللقاءات وإصدارَ البيانات أمورٌ ضرورية رفضاً للخطوة الأميركية»، داعياً الى «استدعاء كلّ السفراء الاميركيين في كلّ عواصم العالمَين العربي والاسلامي وإبلاغِهم احتجاجاً رسميا».
وأكّد أنّ «أضعف الإيمانِ هو طرد سفراء إسرائيل ووقفُ كلّ خطوات التطبيع التي بدأت معها»، واقترَح على الفلسطينيين وقفَ المفاوضات مع اسرائيل إلى حين عودةِ ترامب عن قراره.
مؤتمر باريس
وفي هذه الأجواء، تتّجه الأنظار الى العاصمة الفرنسية حيث يُعقد اليوم مؤتمر «مجموعة الدعم الدولي من أجلِ لبنان» والذي يشارك فيه الحريري الذي وصَل الى باريس بعد ظهر أمس معتبراً أنّ هذا المؤتمر «سيشكّل محطّةً مهمّة لدعم الاقتصاد اللبناني وتعزيز صمودِه في مواجهة أزمة اللاجئين».
وأوضَح بيان الخارجية الفرنسية أنّ «الغرَض من هذا المؤتمر هو أن يعاود المجتمع الدولي تأكيدَ دعمِه للبنان وسيادته واستقراره وأمنِه». وسيفتتحُه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسيشارك في رئاسته وزيرُ أوروبا والشؤون الخارجية جان إيف لو دريان، ونائبةُ الأمين العام للأمم المتحدة السيّدة آمنة محمد "، كذلك سيَحضره الحريري، ويشارك فيه أيضاً كلّ مِن ألمانيا والصين والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان».
«التيار» و«القوات»
إلّا أنّ كلام هذه المصادر الوزراية لا يبدو أنّه ينسحب على علاقة تيار «المستقبل» مع «القوات اللبنانية» من جهة، ولا على علاقة الأخيرة مع «التيار الوطني الحر» على رغم هدوء الجبهة الإعلامية على التفاهم مع «التيار» الذي كان مبنيّاً على تأييد العهد ردّاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فيما لفتت أمس زيارة نائب «القوات» إيلي كيروز لبكركي حيث أثارَ مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قضيةَ التصويب على «القوات»، معتبراً «أنّ الكلام عن الحِرص على لبنان والاستقرار فيه مسألةٌ أساسية وجيّدة، لكنّها لا تُبرّر الخَلل في التوازنات الوطنية الداخلية».
وفي هذا السياق أكّد جعجع لـ«وكالة الأنباء المركزية» أنّ «التفاهم يعني الشراكة، لا أن يضعَ فريق نفسَه في تصرّف آخَر، وأقترح هنا طرحَ التفاهم على الرأي العام وليَحكم بالعدل.
وليَعلم الجميع أنّ التفاهم الذي بُنيَ على تأييدِنا للعهد كان على أساس واضح جدّاً، يَرتكز إلى تشكيل فريق عملٍ مِن وزراء «القوات» و«التيار» في أوّلِ حكومة يتمّ تشكيلها، يعمل على رسم السياسات العامّة للعهد، وأمام هذا الطرح سنكون طبعاً «السِيبة» الأقوى الداعمة له، لكنّ دعمَ العهدِ لا يكون بأن يَرسم طرف واحد وتحديداً باسيل، كلَّ السياسات، وتقتصر مهمّة الطرف الآخر على التصفيق له والثناء عليه».
وعن اتّهام «القوات» بالسير ضدّ الحريري «لأنّها تحبّ دولةً أخرى أكثر منه»، أسفَ جعجع لأنّ «باسيل يُسوّق فكرةً مِن هذا النوع، فيما الموضوع في مكانٍ آخر». ورأى «أنّ لبَّ المشكلة كان أنّنا كنّا في مرحلة استقالة الحريري نُركّز على جوهر المشكلة الكامنة في أسباب وخلفيات الاستقالة».
وعن مستقبل التفاهم المسيحي في ضوء المطبّات الكثيرة التي تعترضه، تحدّثَ جعجع عن «سوء نيّة لدى البعض، فيما نحن متمسّكون به إلى أقصى حدّ، ومستمرّون في السعي إلى ترجمة مضمونِه فعلياً».
«التيار» لـ«الجمهورية»
«وردَّت» مصادر «التيار الوطني الحر» عبر «الجمهورية» على جعجع، فذكّرته «بأنّ التفاهم مع «القوات» كان على أساس أن تكون شريكةً وداعمة للعهد طوالَ مدّتِه» وسألته: «كيف يفسّر الانقلاب على الحكومة ورئيسها ومحاولة تطيير الحكومة الأولى في عهد الرئيس عون؟
أوَلا تُدرك «القوات» أنّ المسألة كانت أبعدَ بكثير من استقالة حكومة في ظلّ كلّ التعقيدات التي كانت ستَنتج عن إسقاط الحكومة وإقصاء الحريري عن العمل السياسي وإدخال البلد في مواجهة كبيرة كانت ستُنتج بالحدّ الأدنى شَللاً مؤسّساتياً وسياسياً وفي حدِّها الأقصى فتنةً وحرباً أهلية؟
هل هذا ما كان يتضمّنه الاتفاق مع «القوات»؟ وهل هذا يسمّى دعماً للعهد أم نسفاً له؟» وخَتمت المصادر: «إذا كانت «القوات» لا تعلم ما كانت تفعل فتلك مصيبة، وإن كانت تعرف أبعادَ مواقفِها فالمصيبة أكبر».
بكركي
وتعليقاً على ما يحصل على الساحة الوطنية عموماً، والمسيحيّة خصوصاً، أكّدت مصادر بكركي لـ«الجمهوريّة» أنّ «البطريركيّة تتمنّى أن تُعزز الظروفُ التي نمرّ بها الوحدةَ الوطنية الداخلية، وأن نحتكمَ دوماً إلى العقلانية والتروّي والحوار لتغليبِ المصلحة الوطنية العليا». وقالت: «مِن واجب جميع الأطراف تحمُّلُ مسؤولياتهم تجاه المرحلة وتقديمُ الأفضل للبنان وشعبِه».
إلى ذلك، أوضَحت المصادر أنّ الراعي سيزور بلدةَ رميش الجنوبية في 17 الشهر الحالي للوقوف عند هواجس الأهالي ومطالبِهم، ولدعمِ مسيحيّي الأطراف وتثبيتِهم في أرضهم.
فالرئيس التركي هدّد فِعلاً بقطعِ العلاقات مع إسرائيل منذ اليوم الأوّل، ووزيرة العلاقات الخارجية الأوروبية استبَقت الأمر بتصريح يحذّر من اتخاذ قرارات تؤثّر على عملية السلام في المنطقة.
وكذلك فإنّ عملية السلام الفلسطينية ـ الإسرائيلية ستتعطّل وتُرجَأ إلى أجَلٍ غير مسمّى. والمدى الذي ستبلغه واشنطن بما قرّره ترامب سيتوقف على حدّة ردّات الفعل العربية والإسلامية والأوروبية من جهة، وعلى مصير إدارة ترامب في الأشهر المقبلة، نتيجةً لتحقيق المحقّق الخاص روبرت موللر من جهة أخرى».
واستبعَدت المصادر «أن تشارك دول أخرى واشنطن في هذه المغامرة غيرِ المدروسة، ما سيَجعلها يتيمةً في هذا المجال». وقالت: «بالنسبة إلى لبنان، فإضافةً إلى المفعول السلبي لقرار ترامب على القضية الفلسطينية، مِن غير المنتظر أن يتسبّبَ القرار باهتزاز إضافي في الأوضاع الأمنية والاقتصادية فيه بنحوٍ يُخرجها عن السيطرة».
جلسة وتوصية
لبنانياً، قال رئيس مجلس النواب نبيه برّي أمام زوّاره أمس إنه سعى منذ أمس الأوّل إلى عقدِ جلسةٍ نيابية خاصة بالقدس عند الخامسة مساء أمس، واتّصَل لهذه الغاية برئيس الحكومة سعد الحريري متمنّياً عليه أن يحضر ولو لساعة، لكنّ اضطرار الأخير للسفر إلى باريس للمشاركة في مؤتمر مجموعة دعمِ لبنان حالَ دون ذلك، فتقرّر أن تنعقد هذه الجلسة اليوم حيث ستنتهي بتوصيةٍ تحدّد الموقفَ من القرار الاميركي. وقد خصَّص بري عشر دقائق لمداخلةِ كلّ كتلة من الكتل النيابية في حال تحدّثَ باسمِها نائب أو اثنان.
وسيفتتح بري هذه الجلسة بعبارةٍ قالها الإمام موسى الصدر يوماً للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في أحد الاحتفالات، وهي «إنّ القدس تأبى أن تتحرّر إلّا على أيدي المؤمنين».
وقال بري أمام زوّاره: «بعد القرار الأميركي فإنّ المقاومة هي الخيار الأفضل للرد».
وسُئل: أليسَ مجدياً أن تبادر الدول العربية إلى قطعِ العلاقات الديبلوماسية مع الولايات المتحدة؟ فأجاب: «لو كان الاميركيون يعلمون أنّ لدى العرب الجرأةَ على قطعِ العلاقات الديبلوماسية مع الولايات المتحدة لَما كانوا اتّخَذوا مثلَ هذا القرار».
ورأى بري «أنّ ما أغرى الأميركيين ودفعَهم إلى مِثل هذا القرار هو أنّ «الوادي واطي». فعندما يكون الوادي منخفضاً جداً يكون الجبَل مرتفعاً جداً. وقال: «إنّ القرار الاميركي يأتي في سياق التمهيد لصفقة العصر، عبر سحبِ القدس من التفاوض، تمهيداً لتصفية القضية الفلسطينية برُمتِها لاحقاً».
وأشار بري الى انه اكّد للرئيس الفلسطيني محمود عباس خلال اتصاله به لتهنئته بالكلمة التي ألقاها تعبيراً عن رفض إعلان القدس عاصمةً لإسرائيل أنّ القرار الأميركي «هو احتلال جديد وتشجيعٌ على مزيد من الاستيطان، وأنّ الرد الفلسطيني ينبغي ان يكون بتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية».
وكشفَت مصادر واسعة الاطلاع انّ ترامب عندما اتّصَل بقادة الدول العربية والإسلامية في شأن قراره إنّما أراد إعطاءَهم علماً بهذا القرار وليس للوقوف على رأيهم فيه. ولفتَت الى انّ الاتصالات الاميركية شملت لبنان ايضاً «لكن لم يُعرَف مستواها ولا الجهة التي تلقّتها».
من جهةٍ ثانية، أصرّ بري في الاتصالات الجارية لعقدِ الاتّحاد البرلماني العربي في المغرب من أجلِ اتّخاذ موقفٍ من القرار الاميركي على وجوب أن ينعقد هذا الاتحاد على مستوى رؤساء البرلمانات ملوّحاً بأنه لن يحضر هذا الاجتماع في حال غياب أيٍّ مِن هؤلاء الرؤساء.
نصرالله
ومن جهته، دعا الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصرالله إلى تظاهرةٍ بعد ظهرِ الاثنين المقبل في الضاحية الجنوبية لبيروت، منَبّهاً إلى أنّ المقدّسات الاسلامية والمسيحية بخطر في القدس، وخصوصاً المسجد الاقصى، بعد قرار ترامب.
وقال «إنّ إقامة الاعتصامات والتظاهرات وعقدَ اللقاءات وإصدارَ البيانات أمورٌ ضرورية رفضاً للخطوة الأميركية»، داعياً الى «استدعاء كلّ السفراء الاميركيين في كلّ عواصم العالمَين العربي والاسلامي وإبلاغِهم احتجاجاً رسميا».
وأكّد أنّ «أضعف الإيمانِ هو طرد سفراء إسرائيل ووقفُ كلّ خطوات التطبيع التي بدأت معها»، واقترَح على الفلسطينيين وقفَ المفاوضات مع اسرائيل إلى حين عودةِ ترامب عن قراره.
مؤتمر باريس
وفي هذه الأجواء، تتّجه الأنظار الى العاصمة الفرنسية حيث يُعقد اليوم مؤتمر «مجموعة الدعم الدولي من أجلِ لبنان» والذي يشارك فيه الحريري الذي وصَل الى باريس بعد ظهر أمس معتبراً أنّ هذا المؤتمر «سيشكّل محطّةً مهمّة لدعم الاقتصاد اللبناني وتعزيز صمودِه في مواجهة أزمة اللاجئين».
وأوضَح بيان الخارجية الفرنسية أنّ «الغرَض من هذا المؤتمر هو أن يعاود المجتمع الدولي تأكيدَ دعمِه للبنان وسيادته واستقراره وأمنِه». وسيفتتحُه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وسيشارك في رئاسته وزيرُ أوروبا والشؤون الخارجية جان إيف لو دريان، ونائبةُ الأمين العام للأمم المتحدة السيّدة آمنة محمد "، كذلك سيَحضره الحريري، ويشارك فيه أيضاً كلّ مِن ألمانيا والصين والولايات المتحدة وإيطاليا وبريطانيا وروسيا والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية ومفوّضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والبنك الدولي ومكتب المنسّق الخاص للأمم المتحدة في لبنان».
«التيار» و«القوات»
إلّا أنّ كلام هذه المصادر الوزراية لا يبدو أنّه ينسحب على علاقة تيار «المستقبل» مع «القوات اللبنانية» من جهة، ولا على علاقة الأخيرة مع «التيار الوطني الحر» على رغم هدوء الجبهة الإعلامية على التفاهم مع «التيار» الذي كان مبنيّاً على تأييد العهد ردّاً من رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فيما لفتت أمس زيارة نائب «القوات» إيلي كيروز لبكركي حيث أثارَ مع البطريرك مار بشارة بطرس الراعي قضيةَ التصويب على «القوات»، معتبراً «أنّ الكلام عن الحِرص على لبنان والاستقرار فيه مسألةٌ أساسية وجيّدة، لكنّها لا تُبرّر الخَلل في التوازنات الوطنية الداخلية».
وفي هذا السياق أكّد جعجع لـ«وكالة الأنباء المركزية» أنّ «التفاهم يعني الشراكة، لا أن يضعَ فريق نفسَه في تصرّف آخَر، وأقترح هنا طرحَ التفاهم على الرأي العام وليَحكم بالعدل.
وليَعلم الجميع أنّ التفاهم الذي بُنيَ على تأييدِنا للعهد كان على أساس واضح جدّاً، يَرتكز إلى تشكيل فريق عملٍ مِن وزراء «القوات» و«التيار» في أوّلِ حكومة يتمّ تشكيلها، يعمل على رسم السياسات العامّة للعهد، وأمام هذا الطرح سنكون طبعاً «السِيبة» الأقوى الداعمة له، لكنّ دعمَ العهدِ لا يكون بأن يَرسم طرف واحد وتحديداً باسيل، كلَّ السياسات، وتقتصر مهمّة الطرف الآخر على التصفيق له والثناء عليه».
وعن اتّهام «القوات» بالسير ضدّ الحريري «لأنّها تحبّ دولةً أخرى أكثر منه»، أسفَ جعجع لأنّ «باسيل يُسوّق فكرةً مِن هذا النوع، فيما الموضوع في مكانٍ آخر». ورأى «أنّ لبَّ المشكلة كان أنّنا كنّا في مرحلة استقالة الحريري نُركّز على جوهر المشكلة الكامنة في أسباب وخلفيات الاستقالة».
وعن مستقبل التفاهم المسيحي في ضوء المطبّات الكثيرة التي تعترضه، تحدّثَ جعجع عن «سوء نيّة لدى البعض، فيما نحن متمسّكون به إلى أقصى حدّ، ومستمرّون في السعي إلى ترجمة مضمونِه فعلياً».
«التيار» لـ«الجمهورية»
«وردَّت» مصادر «التيار الوطني الحر» عبر «الجمهورية» على جعجع، فذكّرته «بأنّ التفاهم مع «القوات» كان على أساس أن تكون شريكةً وداعمة للعهد طوالَ مدّتِه» وسألته: «كيف يفسّر الانقلاب على الحكومة ورئيسها ومحاولة تطيير الحكومة الأولى في عهد الرئيس عون؟
أوَلا تُدرك «القوات» أنّ المسألة كانت أبعدَ بكثير من استقالة حكومة في ظلّ كلّ التعقيدات التي كانت ستَنتج عن إسقاط الحكومة وإقصاء الحريري عن العمل السياسي وإدخال البلد في مواجهة كبيرة كانت ستُنتج بالحدّ الأدنى شَللاً مؤسّساتياً وسياسياً وفي حدِّها الأقصى فتنةً وحرباً أهلية؟
هل هذا ما كان يتضمّنه الاتفاق مع «القوات»؟ وهل هذا يسمّى دعماً للعهد أم نسفاً له؟» وخَتمت المصادر: «إذا كانت «القوات» لا تعلم ما كانت تفعل فتلك مصيبة، وإن كانت تعرف أبعادَ مواقفِها فالمصيبة أكبر».
بكركي
وتعليقاً على ما يحصل على الساحة الوطنية عموماً، والمسيحيّة خصوصاً، أكّدت مصادر بكركي لـ«الجمهوريّة» أنّ «البطريركيّة تتمنّى أن تُعزز الظروفُ التي نمرّ بها الوحدةَ الوطنية الداخلية، وأن نحتكمَ دوماً إلى العقلانية والتروّي والحوار لتغليبِ المصلحة الوطنية العليا». وقالت: «مِن واجب جميع الأطراف تحمُّلُ مسؤولياتهم تجاه المرحلة وتقديمُ الأفضل للبنان وشعبِه».
إلى ذلك، أوضَحت المصادر أنّ الراعي سيزور بلدةَ رميش الجنوبية في 17 الشهر الحالي للوقوف عند هواجس الأهالي ومطالبِهم، ولدعمِ مسيحيّي الأطراف وتثبيتِهم في أرضهم.