أكد الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله "اننا نشعر أنه بعد مئة سنة من وعد بلفور الاول أتانا وعد بلفور ثان"، مشيراً الى أنه "كلنا يعلم ان الكيان الاسرائيلي لا يحترم القرارات الدولية ولا يحترم مواثيق دولية ، ومصلحتهم هي الحاكمة".
وفي خطاب متلفز له، أوضح نصر الله "اننا سنسمع اصوات في العالم العربي تقول ان ما حصل ليس له قيمه لتهوين خطورة هذا القرار"، لافتاً الى ان "اسرائيل لا يهمها ما تقوله الدول العربية او الاوروبية او روسيا أو الصين وما يعزيها هو الموقف الأميركي"، مؤكداً أنه "خلال عقود كان حكومات اسرائيل تحاول تهويد القدس لكن الادارات الأميركية احيانا تسمح بحدود واحيانا تمنع الخطوات التهويدية بالقدس".
وأشار الى ان "الموقف الاميركي كان يشكل مانعا دون الاندفاعة الاسرائيلية في القدس ، وهنا نفهم خطورة الموقف الاميركي الجديد"، لافتاً الى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال لاسرائيل هذه القدس لكم وتخضع لسيادتكم ، وهنا انتهى الحاجز الأميركي التكتيكي".
ولفت الى ان "الآن حكومة اسرائيل لا حاجز امامها بعد موقف اميركا وهنا ندخل بالمخاطر: اولا السكان الفلسطنيون بالقدس ما هو مصيرهم؟ وما هو مصير املاك الفلسطينيين في القدس؟ تصادر ام تهدم ؟".
ورأى نصر الله انه "اذا كان الاسرائيلي يبني مستوطنات بعدد قليل الأن سنشهد عملية بناء دون ضوابط"، مشيراً الى انه "ستتسع القدس باتجاه الضفة الغربية وعلى هذا الصعيد ما قام به الاسرائيلي على مدى عقود سيقومون بما هو اعظم منه بوقت قصير، ومصير المقدسات في القدس ، السيادة عليها بات للاسرائيلي وهم احرار بان يفعلوا ما يشاءون ، ونسمع اصوات ان الفرصة حانت لبناء الهيكل"، مشدداً على أن "المقدسات بخطر شديد ، والمسجد الاقصى بات بخطر ، ولا تستغربو ان نستيقظ في يوم قريب ونجد المسجد الاقصى قد هدم".
وعن مصير القضية الفلسطينية برمتها، سأل "عندما يتم اخراج القدس من القضية ماذا يبقى منها؟"، معتبراً أن "ترامب يقول ان لا قضية فلسطينية بعد اليوم ، وهذا الكلام برسم من يؤمنون بالمفاوضات".
وأشار الى أن "الفلسطينيون أجمعوا ان عاصمة دولتهم يجب ان تكون القدس الشرقية واليوم الاميركي شطب على ذلك ، والاميركي هو ضامن الاتفاقات، وحسم الامر بأن القدس خارج المفاوضات"، لافتاً الى أن "بالنسبة للذين يعنيهم امر المفاوضات قالو بالامس ان ترامب اطلق الرصاصة الاخيرة عليها".
ورأى نصر الله انه "من المخاطر ايضا عندما تتجرأ اميركا على ما هو اعز عند العرب والمسلمين غدا ما هو مصير الضفة الغربية والجولان وتلال كفرشوبا، وكل القضايا الاخرى التي هي موضع صراع مع اسرائيل ستكون بخطر"، مؤكداً أن "هناك الكثير من المخاطر المترتبة على هذا القرار خصوصا اذا تم السكوت عليه".
وأوضح ان "الأمة التي تسكت على اغتصاب القدس من تاريخها هي امة يمكن ان تتخلى عن اي شيء آخر تطمع به الادارة الاميركية، أما في الدلالات بحسب الظاهر ان دول العالم كلها ترفض هذا القرار ولا تؤيده معناها ان الدول تقول لترامب نحن نرفض هذه الخطوة".
وأشار الى أن "الذين نظروا خلال السنوات الماضية للذهاب الى اميركا بتراجع قيمة اسرائيل لدى اميركا تبين ان هذا الكلام لا قيمة له، ما عدا اسرائيل اميركا لا تعمل قيمة لأحد في العالم"، معتبراً "اننا أمام عدوان اميركي سافر على القدس وأهلها ومقدساتها وعلى هويتها الحضارية وشعبها ونحن امام منكر عظيم وظلم تاريخي كبير للمقدسات وللأمة".
ثالثا في الموقف، شدد نصر الله على أنه "امام هذا الإعتداء الاميركي معنيون بتحمل المسؤولية، وبالامس سمعنا محللين اسرائيلين كبار قالوا ان كل ما يقال عن ردات فعل على قرار ترامب لا قيمة له ولن يحصل شيء في العالم العربي والاسلامي، لأن الشعوب العربية نسيت فلسطين وكل بلد مشغول بنفسه ولا وقت لاحد لاتخاذ موقف او ردة فعل"، مشيراً الى انه "بالتأكيد هناك مراكز تقدير الموقف الأميركي كان ذلك رايهم ايضا ولذلك كان لديهم الجرأة على اتخاذ القرار، وهذا التقدير الاميركي والاسرائيلي الذي دفعهم لاتخاذ هذه الخطوة المجنونة".
واقترح بعض الامور، القسم الأول منها "الاحتجاج والادانة والاستنكار واعلان الرفض لهذا العدوان الاميركي واعلان التضامن مع فلسطين وشعبها، والاستنكار هو اضعف الايمان ولا يستهين احد بالموقف ، وهذا امر مطلوب"، مشيراً الى أن "كل اشكال الاحتجاج يجب ان تسمعه الادارة الاميركية على امتداد العالم ، اليوم مثلا مواقع التواصل الاجتماعي ابسط شيء ان يدنيون قرار ترامب"، معتبراً أنه "عندما ينعكس الاحتجاج على مواقع التواصل الاجتماعي على اسرائيل سيتحول الفرح باسرائيل الى غم عندما يرون جحم الرفض هذا".
وأكد ان "البيانات والمواقف وعقد اللقاءات والندوات للتعبير عن الموقف كلها مطلوبة، وعندما نتظاهر جميعا في العالم العربي والاسلامي سيدرك ترامب انه دخل في الزجاج"، لافتاً الى "اننا لن نتكلم كلاما كبيرا عن قطع العلاقات مع اميركا ولكن يجب استدعاء سفراء اميركا ابلاغهم احتجاج رسمي".
ولفت الى أن "العنوان العريض هو اننا كلنا مسؤولون ان لا نسكت لان هناك من سيخرج ويقول ماذا ينفع الكلام ، نعم الكلام مفيد معنويا"، مشيراً الى أن "العنوان الثاني : الاجراءات والتدابير لتحصين الموقف وللغظ على اميركا لتجميد القرار ، وهذا ليس امرا مستحيل، والدليل ان هناك العديد من القرارت تراجعت عنها اميركا".
وبالاجراءات، أوضح نصر الله أنما "لا نقول اقطعوا العلاقات مع اميركا ، ترامب قال ان ما قام به هو لمصلحة اسرائيل ومصلحة عملية السلام ، يحجب ان تثبتوا له العكس، وذلك عبر وقف الاتصالات مع اسرائيل السرية والعلنية ، اما اذا استمرت الاتصالات فمعناها نقول لترامب خذ القدس مع حبة مسك".
وأشار الى أن "اضغف الايمان هو طرد سفراء اسرائيل ووقف كل خطوات التطبيع التي بدأت مع اسرائيل واي خطوة من خطوات التطبيع هي اعظم حيانة للقدس".
وأعلن عن جملة من الاقتراحات أولها "اعلان فلسطيني وعربي عن انتهاء المفاوضات حتى التراجع عن القرار، يجب ان يقال لترامب انك انهيت عملية السلام، وهذا من المواقف الطبيعية الممكنة ، واذا لم يتخذ هذا الموقف معنى ذلك ان على القدس السلام"، معتبراً أنه "من المواقف الممكنة: الدعوة لقمة عربية واقتراح ان يصدر قرار واضح وملزم لجميع اعضاء الجامعة العربية يعتبر القدس عاصمة ابدية لدولة فلسطين وليست قابلة للتفاوص فضلا عن التنازل، ومن جملة التداعيات هو ما دعى اليه قادة كبار فلسطينيون وهو الدعوة لانتفاضة فلسطينية جديدة".
طالبا ان "يقدم العالم العربي والاسلامي كامل الدعم للشعب الفلسطيني اذا قرر ان يقوم بالانتفاضة، عندما اعلن ترامب قراره كان مجلس النواب الاميركي يقرر وقف الدعم للسلطة الفلسطينية لانهم تدفع الاموال لعوائل الشهداء، واهم رد هو انتفاضة فلسطينية وقمة اسلامية تقرر ان القدس عاصمة ابدية لفلسطين".
وأوضح نصر الله "أنني اعتقد ان القيام بخطوات من هذا النوع ستجعل ترامب وادارته يندمان او تجمد مفاعيل قراره"، معتبراُ أنه "يجب ان نوجه دعوة لجميع الدول والحكومات في العالمين العربي والاسلامي لوقف الحروب والصراعات ، ووقف الحرب على اليمن والحرب في ليبيا وغيرها".
ولفت الى أنه "في لبنان نحن جميعا لدينا اجماع وطني حول قضية القدس وهذا الامر يعني كل لبناني وعربي ومسلم ومسيحي، معتبراًُ "أننا معنيون في لبنان بمواكبة الحدث وتكوراته ، للقيام بالفاعايلات ان كان احتجاجات او غيرها"، مؤكداً "اننا أمام مواجهة حقيقية وعدوان اميركي كبير جدا ومن جملتها التظاهر في اكثر من مكان ومناسبة".
ولفت الى "انني أدعو الجميع الى تظاهر شعبية كبيرة للتنديد بهذا العدوان الاميركي وللتعبير عن تضامن مع فلسطين والمقدسات يوم الاثنين بعد الظهر في المكان الذي سيحدد في الضاحية"، داعياً "جميع الرجال والنساء والاطفال للحضور الى هذه التظاهر تحت عنوان الدفاع عن القدس والتضامن مع الشعب الفلسطيني وللتعبير عن الرفض والاستنكار والتنديد بهذا الاستكبار الاميركي".