يا أيتها الأمة النائمة، إستيقظي من سُباتك وأعيدي القدس، فيومَ أمس شهد إعترافاً خطيراً لم يستطع إيقاذ سُبات مائةِ عام، يوم أمس انتُهكت الصلاة، وشوهت الخارطة، وسُرقت العاصمة، وضمير الأنظمة العربية لا يعرف للكرامةِ أي معنى، فلا جديد على مواقفها، فوقاحة الصمت هذه المرة تجاوزت إغتصاب الأرض، فلم تستطع تلك الأنظمة رفض إعترافٍ نصّب القدس على عرش الذُل كعاصمة للإحتلال الإسرائيلي، كما لم تستطع سابقاً حماية فلسطين والأقصى، إذ شمتت بعروبتكم ونومكم رئيسة الحكومة الإسرائيلية السابقة غولدا مائير، ليلة إحراق المسجد الأقصى عام ١٩٦٩، قائلة: "لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كل حدب وصوب، عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أن بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذة أمة نائمة".
وهذا العام، ويوم أمس تحديداً، ترامب ينتهك عروبة الأنظمة العربية لأنه مدركٌ تماماً مدى عجزها، ولأنها خُدرت بالسم الإسرائيلي منذ مائة عام، ورُميت على فراش النوم ودخلت في غيبوبة الخيانة، لكن عار الأنظمة ليس مثل كرامة شعوبها، فإن اعترفتم بالقدس عاصمة لإسرائيل، فنحن "كشعبٍ عربي" لم نعترف بإسرائيل كدولة أصلاً.