أولاً: خطوة الاعتراف الاستفزازية
لا يُوفرّ الرئيس الأميركي فرصة إلاّ ويستغلها لإثارة القلاقل والاضطرابات في العالمين العربي والإسلامي، وكان قد بدأ ولايته بمنع دخول رعايا عدّة دول إسلامية إلى الولايات المتحدة الأميركية، حتى وقفت في وجهه الإجراءات القضائية لدولة القانون والمؤسسات، أمّا اليوم فها هو يقف في وجه العالم أجمع ليتّخذ خطوة استفزازية بالاعتراف بالقدس عاصمةً لإسرائيل، والمباشرة بإجراءات نقل سفارة الولايات المتحدة من تل أبيب إلى القدس، متباهيا بأنّ هذا القرار "الصائب" قد تأخر كثيراً، وها هو يرى النور على يد الرئيس "المقدام" ، والذي لا يبالي في زيادة التوتُّر والاضطراب والالتهابات لمنطقة ملتهبة أصلاً وفعلاً، وبدلاً من الانصراف لمعالجة مشاكل الحروب المستعصية في سوريا والعراق واليمن، والاضطرابات الأمنية في مصر والأراضي الفلسطينية المحتلة، يلجأ الرئيس ترامب إلى خطوة الاعتراف هذه ليزيد الطّين بلّة، والأمور سوءاً على سوء.
إقرأ أيضا : ترامب يهدي القدس إلى... إيران
ثانياً: الردود اللازمة والواجبة
في وجه هذه الخطوة اللامسؤولة والمُتسرّعة والرعناء، على القادة العرب، وقادة الدول الإسلامية المعنية، والذين ما زالوا في سدّة المسؤولية التاريخية أن يرتقوا لمستوى الردّ اللازم على هذا الاستهزاء المتمادي بحقوقهم التاريخية والسياسية والإنسانية، والمطلوب تحديداً من الفلسطينيّين أن يتوحّدوا ويتضامنوا ، ويكفّوا عن التّلهي بخصوماتهم "التقليدية"، لبلورة ردود مناسبة على خطوة لم تكن مُوفّقة ولا مناسبة للعالم أجمع.