اعتبر الامين العام لتيار "المستقبل" أحمد الحريري، في كلمة ألقاها خلال لقاء شعبي في دارة المرحوم ابو العبد الحريري في حي البراد في صيدا، "ان بيان العودة عن الإستقالة الذي تلاه الرئيس سعد الحريري هو بيان تحصين التسوية التي جرى التوصل اليها منذ سنة لليوم، وأن عمل الحكومة سينطلق مجددا ويعود بزخم وقوة اكبر".
وقال الحريري:"نحن اليوم في بيت كريم وعزيز يعني لي شخصيا الكثير منذ الطفولة يوم كنا نجلس معا مع "ابو العبد" رحمه الله في البستان في اجواء من الألفة ونوع من التجذر في المكان نشأ بيننا وبين هذا البيت ومع هذا الحي".
أضاف: لا شك اننا اليوم نمر في ظروف دقيقة جدا، هذه الظروف نستطيع القول ان الرئيس الحريري في المرحلة الأخيرة تحمل ضغوطا كثيرة لأجل أمننا واستقرارنا في لبنان ومنذ سنة وحتى اليوم وبهذه التسوية التي قمنا بها، نحن لا نفتش فيها "على صوت بالزايد ولا على صوت بالناقص"، ولكن نفتش على امن واستقرار هذا البلد آخذين بعين الإعتبار كل الأحداث التي تجري من حولنا في سوريا والعراق واليمن وليبيا ومصر وكل الدول التي تعاني مشاكل أمنية، لا بل اذا اردنا ان نذهب ابعد من ذلك، ما يجري ايضا في اوروبا من تفجيرات ومن قتل، الى الجريمة التي استهدفت المسجد في مصر مؤخرا. كل هذا، ولبنان منذ العام 2011 لغاية اليوم، إذا قارنا ما أصابه مع ما اصاب تلك الدول لا يبدو شيئا يذكر. هذه دول تشرد أهلها والناس تركت ارضها، ولدينا في لبنان مليون ونصف مليون سوري، لكن من تهجر من سوريا حوالي 12 مليونا توزعوا بين بلدان مجاورة لسوريا واوروبا. وفي العراق رأينا ماذا حدث، وفي اليمن نرى ما يحدث امامنا وما حدث في ليبيا، فكان أمامنا قرار، إما ان يكون هذا البلد في أزمة كما هم في ازمة ولن نخرج رابحين منها، او ان نحاول في هذه العاصفة التي مرت ان نحيد هذا البلد قدر المستطاع".
وتابع الحريري: "اليوم هناك قناعة في البلد انه لا يمكن لأحد ان يتخلى عن الآخر لأن اي طرف سيجرب ان يحكم البلد لوحده "سيفرط" البلد. وخلال الأزمة الأخيرة التي مررنا بها في لبنان في موضوع استقالة الرئيس الحريري ثم التريث في الاستقالة ثم العودة عن الاستقالة، مررنا بمحنة عصيبة جعلت من كان غير واع، ان يعي ويدرك بأن التدخل الذي يمارسه خارج الأراضي اللبنانية يؤثر على استقرار البلد، وبعد هذا التدخل الذي كان يجري، اصبح اليوم هناك تعهد واضح في الحكومة اعلاميا وسياسيا وعسكريا بتحييد لبنان، في لحظة نرى انه في سوريا تجري تسويات للإنتهاء من الأزمة هناك. لكن ما سيبقى ويجب ان يبقى في عقولنا هو أساس مشروع الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهو انهاء الحرب الأهلية وليس التسبب بحرب أهلية، هذا الأساس الذي يجب ان يبقى في رأسنا".
وقال: "اليوم، بعد الأزمة التي مرت نقول ان هناك أمرين لا يمكن ان يمرا عبر تيار المستقبل: أولهما حرب أهلية جديدة وهذا أمر ممنوع، طالما نحن موجودون في هذا البلد وفاعلون بالسياسة، الحرب الأهلية ليس لها ممر عبرنا. والأمر الثاني الذي أيضا ليس له ممر عبرنا هو ان نتعامل مع اسرائيل، لا سمح الله، ضد أي طرف في الداخل. هاتان النقطتان جربتا في الحرب الأهلية، وتلك الحرب وتلك المرحلة يجب ان ننساها ونتعلم منها حتى لا نكررها. فالكل أخطأ في الحرب الأهلية والكل يجب ان يتعلم مما حصل في الحرب الأهلية اللبنانية وفي الحروب الأهلية التي تجري امامنا ومن حولنا حاليا، والتي نتابعها عبر هواتفنا باللحظة والثانية والدقيقة كما تابعنا مؤخرا ما جرى مع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح في اليمن، فهذا رجل كان معه جيش كبير، رأينا كيف كانت نهايته، لأن الحرب لا تؤدي الى نتيجة. الحرب خسارة على البلد وخسارة لا تنتهي. وفي النهاية هناك طاولة سيجلسون حولها. ونحن نقول ان لدينا طاولة هي مجلس الوزراء يجب ان نجلس حولها، ولا يجب ان نعود ونكرر ما حدث".
واضاف: "اليوم الرئيس الحريري تلا بيان الحكومة، وهو بيان تحصين التسوية التي جرى التوصل اليها منذ سنة الى اليوم، ويمكنكم أن تعتبروا أن عمل الحكومة سينطلق مجددا ويعود بزخم وقوة اكبر. وما يجب ان نضعه في رؤوسنا اننا لا نستطيع ونحن في لحظة نشهد تسويات كبرى تجري من حولنا في المنطقة لا نستطيع ان نخرج عن الطاولة، فإذا خرجنا عن الطاولة نكون نخرج من المعادلة، عليك ان تكون على الطاولة وتفاوض و"انت وشطارتك" تحصل مكتسبات".
وتابع: "النقطة الثانية، دائما يقولون ان المصيبة تجمعنا. فقبل 14 شباط كان هناك أناس كثيرون يوافقون على سياسة الرئيس الشهيد رفيق الحريري وأناس لا يوافقون، لكن عندما خسرنا الرئيس الشهيد تجمعنا كلنا.وفي الآونة الأخيرة قبل استقالة الرئيس سعد الحريري، كان هناك كثيرون ينتقدونه وينتقدون مواقفه ويقولون انه يتنازل، وعندما حصلت الأزمة الأخيرة توحدنا جميعا. لا يجب ان نبقى لا نعرف قيمة الشيء او الشخص الا عندما نفقده.. يجب ان نعرف قيمته من الآن وان تكون لدينا ثقة بزعيمنا وقائدنا، انه هو من يدير هذه الامور ويعرف اين سيقودنا. هذه نقطة جوهرية يجب ان نعمل على توعية الجميع عليها حتى لا نقع في نفس الخطأ. ولا يستسهلن أحد أن يقول عن زعيمنا اذا كان "ناسه ليسوا معه فلنضربه ونجعله ضعيفا".
وقال: "يجب ان ان لا نضيع الثوابت، وقد تبين للجميع كم ان الناس متعلقون بالرئيس سعد الحريري، طبعا اللبنانيون عرفوا قيمته، وناسه اظهروا كم هم متعلقون به وكم زرع خلال 12 سنة مضت، وكم قاسى وكم تعاطفت الناس معه وكم لديها من حب له رغم انه كان هناك بعض العتب من هنا او "زعل" من هناك".
محمد الحريري
وكان الشاب محمد الحريري القى كلمة بإسم العائلة رحب فيها بالحريري، وقال: "في اجواء الاعياد المباركة والمجيدة تحل علينا بركة حضوركم وفرح لقائكم ابنا وأخا ورجل موقف وقلبا محبا وعقلا منفتحا اضفى على السياسة زخم وحماسة الشباب ووضوح الرؤية وعمق الانتماء الوطني واصالة الوفاء لأهله ومدينته".