نشرت صحيفة إندبندنت البريطانية مقالاً للكاتب روبرت فيسك، تحدّث فيه عن الحلم الإسرائيلي الذي قد يتحقّق إذا ما أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب القدس عاصمة إسرائيل، وشدّد على أنّ هكذا إعلان سيكون كابوسًا للعرب
 

وقال فيسك: "وسط 3 حروب كارثية في الشرق الأوسط، من الصعب تخيّل أمر خطير بقدر نقل واشنطن لسفارتها من تل أبيب الى القدس. الأمر الذي يفكّر ترامب بفعله". وأضاف: "يجب أن نتوقّع أن الرؤساء المجانين يقدمون على أفعال مجنونة. لكن هل بإمكان أحد في البيت الأبيض أن يوقفه. لا يُمكن حتى لـجاريد كوشنر الذي يجب أن يكون يد ترامب في الشرق الأوسط أن يوقفه".

ولفت الكاتب إلى أنّ نقل السفارة أمر رمزي بحدّ ذاته، وهو يعني أنّ الولايات المتحدة ستعترف أنّ مدينة القدس - المقدّسة بالنسبة للمسلمين، المسيحيين واليهود- ستُصبح عاصمة لإسرائيل، وأنّه لا يمكن مشاركة الفلسطينيين بها.

وأشار الكاتب إلى أنّ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى نظيره التركي رجب طيب أردوغان إلى السعوديين فالإتحاد الأوروبي وبالطبع الفلسطينيين، انتقدوا واستنكروا قرار ترامب. وسأل فيسك: "ألا يوجد حروب كافية في الشرق الأوسط لجعل البيت الأبيض منشغلاً دائمًا؟".

وتابع: "ترامب وقف الى جانب السنّة في الصراع السني الشيعي، ولكن يبدو الآن أنّه سيغضب الطرفين. فعواقب أي نقل السفارة أو قبول من ترامب بأنّ القدس عاصمة إسرائيل، ستكون كثيرة". وأوضح قائلاً: "فالعرب، المسلمون والمسيحيون، سيرون أنّ هذه المدينة المقدّسة أصبحت تنتمي إلى يهود إسرائيل وليست لهم. الأمر نفسه بالنسبة للإيرانيين. وللدول الإسلامية في العالم.

وفي الغرب، ستهتزّ العلاقة بين الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي، وستضرّر العلاقات الكنديّة الأميركية. أمّا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وأعضاء حكومته، فسيكونون بغاية السعادة، ما سيسمح لهم بتوسيع المستوطنات اليهودية.

وسأل فيسك: "كيف سيردّ اللاجئون الفلسطينيون في المخيمات في لبنان؟ نادرًا ما يوجد منزل فلسطيني من دون صورة للمسجد الأقصى على جدرانه. كيف سيردّ حزب الله؟ هل فقط بالكلام أم أنّه سيحتاج لضرب بعض الصواريخ فوق الحدود اللبنانية للتعبير عن غضبه؟".

وقال إنّه بالنسبة للروس، الحليف الأكبر لسوريا، حيث الرئيس بشار الأسد سيعلن أنّ نظامه من حاملي الشعلة في المعركة الجديدة لـ"القدس المحررة".

وختم فيسك بالقول: "سيتحوّل إعلان القدس الى كابوس بالنسبة للعرب، فهذه المدينة هي الموضوع في المحادثات الفلسطينية – الإسرائيلية".

 

 

 

 

(إندبندنت )