على خلفية التّساؤلات الكثيرة عن موقف القوات اللبنانية من جلسة أمس الثلاثاء، وكذلك موقفها من عودة الرئيس سعد الحريري عن إستقالته من الحكومة عبر البيان الوزاري الذي أكد فيه على سياسة النأي بالنفس، أكدت مصادر القوات اللبنانية لصحيفة "الجمهورية"، "إن مسوّدةُ البيان الذي أُذيع أمس بعد جلسة مجلس الوزراء أُرسِلت إلى رئيس الحزب سمير جعجع مساء أمس الأوّل الإثنين فاطّلعَ عليها، وطلبَ من وزراء القوات تأييدَ مضمونه المرتكز إلى مجموعة عناصر ومسَلّمات تتّصل بالأمور التالية:
- القرارات الدولية والشرعية العربية.
- اتّفاق الطائف.
- الدستور اللبناني.
- خطاب القسم".
وأضافت المصادر: " أن الأسباب الموجبة للإستقالة انتفَت مع مضمون هذا النص المرجعي الذي يؤكّد الإلتزام بسياسة النأي بالنفس، ونؤيّده، وبذلك تكون الإستقالة قد حقّقت هدفَها، وتأكّد أنّنا كنّا على حق في ما ذهبنا إليه من اللحظة الأولى، إذ ذهبنا إلى جوهر الإستقالة وأسبابِها لأنّ الحملة علينا كانت للعودة إلى خط 4 تشرين الثاني، فيما نجحنا عبر تركيزنا على جوهر الإستقالة في نقلِ لبنان من هذا الخط إلى مرحلة جديدة، وبالتالي فإنّ الإستقالة أخرَجت لبنان من هذا الخط، وما ركّزنا عليه تَحقّق اليوم من خلال تعديلٍ مهم لجهة النأي بالنفس، فما تحقّقَ كان انتصاراً للبنانيين لأنّ توريطَ لبنان في نزاعات المنطقة ينعكس سلباً عليه".
وفي السياق ذاته، لاحظَت المصادر "أنّ النص اليوم يختلف عن النصوص السابقة، فهناك تعهّدات وضمانات خارجية لم تكن متوافرة في مرحلة سابقة، وحزب الله أصبَح على دراية في أنّ أيّ تجاوزٍ مستقبلاً سيؤدّي إلى إستقالة وإلى المسار نفسِه، لذلك سيَحسب ألف حساب لأيّ خطوة أو موقف، وسنشهد تبدّلاً في مواقفه وسلوكه، وما حصَل يصبّ في خانة تعزيز التسوية".