أولاً: تجديد التّسوية
قاد رئيس الحكومة سعد الحريري منذ عامٍ مضى مع قائد القوات اللبنانية تسوية سياسية برعاية حزب الله، وجاءت التسوية برئيس جمهورية بعد فراغٍ مديد، ورئيس حكومة وثلاثين وزيراً، وتفاءل من تفاءل، وتشاءم من تشاءم، وتوجّس من توجّس، وتريّث من تريّث، حتى استُدعي رئيس الوزراء إلى المملكة السعودية، وكانت الاستقالة الخطأ في المكان الخطأ والزمان الخطأ، وعاد رئيس الحكومة من المملكة عبر باريس مهيض الجناح، ليقود حملة افتراضية بمواجهة حزب الله والنفوذ الإيراني في لبنان، حملة محكومة بالفشل مُسبقاً، انتهت بتجديد التسوية، ووجد رئيس الحكومة نفسه هذه المرّة بين أحضان التيار الوطني الحر وحليفه حزب الله، بعد أن فقد كل ما يملك من مقوّمات دفاعية.
إقرأ أيضًا: القوات اللبنانية ... من حرب الإلغاء حتى حرب العزل
ثانياً: اللبنانيون بانتظار الخدمات ومحاربة الفساد
حقّ للُّبنانيّين أن يتنفسوا الصعداء، فالتسوية السياسية تؤمّن ردحاً من الاستقرار السياسي، وتُبعد إلى حين مخاطر التدخلات الإقليمية، وحقّ لهم أن يُطالبوا حكومتهم "التّسووية" بالاستقامة، وأن تنصرف لمعالجة مشاكل النفايات الداهمة، والفساد المستشري في صفوف الطبقة السياسية الحاكمة والإدارة العامة، وأن تُقلع عن هندسة الصفقات المشبوهة، وأن تتصدى لمعالجة الاقتصاد المتعثر، وتضع حداً لتغوُّل المضاربين والرأسماليّين، وأن توقف محاولات التعدي على الحريات العامة وتسخير القضاء لذلك، حقّ للّبنانيّين أن يأملوا أو يحلموا بكلّ ذلك، أمّا السيادة والاستقلال وهيبة الدولة فلها جميعاً ربٌّ يحميها.