بعد تعرض حزب القوات اللبنانية مؤخراً لضغوط سياسية شديدة بداعي أن مواقفه منذ اندلاع الأزمة، كانت تتعارض مع مساعي الرئيس ميشال عون إلى احتواء الأزمة، خصوصاً بعد أن ساهمت الماكينة الإعلامية القريبة من حزب الله في تغذية هذه الضغوط، بهدف توتير علاقة القوات مع كل من التيار الوطني الحر وتيار المستقبل؛ يُرجح مراقبون أن يشهد خطاب القوات نزوعاً نحو التهدئة لعدم الإنجرار خلف مطامح الحزب لضربه سياسياً، وقد بدا فعلياً في ذلك وهو ما تترجمه تصريحات رئيسه سمير جعجع الأخيرة.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "العرب"، إلى أن تيار المستقبل تلقف والتيار الوطني الحر هذه المرونة من القوات بإيجابية، حيث أكد أمس الإثنين عضو المكتب السياسي في تيار المستقبل مصطفى علوش "أنه ومن معرفتي بالحريري لا عتب على القوات اللبنانية، وكل ما يقال شائعات وثرثرة"، لافتاً إلى أن لقاءً قريباً سيعقد بين جعجع والحريري.
ومن جهته أكد عضو تكتل التغيير والإصلاح نعمة الله أبونصر أن "المصالحة التاريخية بين التيار الوطني الحر وحزب القوات اللبنانية شكلت ركناً أساسياً لتعزيز الشراكة"، مشيراً إلى أن "الشراكة هي أساس الوحدة في المجتمعات، لذلك لا يمكن عزل حزب القوات عن السياسة اللبنانية، ولا يمكن أن يكون هذا الأمر هدفاً عند أي فريق سياسي".