سقط الشاب هاني (إسم وهمي) في بئر الأفلام الجنسية بعدما شاركه أحد أصحابه مقطعًا إباحيًا، ولم يجد أمامه يومها سوى شقيقته الصغرى يارا (إسم وهمي) لإشباع رغباته فاقتحم عليها غرفتها وهددها بالقتل إن لم تسلم له نفسها، فلم تجد سبيلًا للهرب وقام بمعاشرتها معاشرة الأزواج، واستمر على ممارسته هذه أشهر طويلة، حيث كان ينتظر فيها خروج والديه نهارًا إلى العمل أو زيارة الأقارب ويدخل إلى غرفتها ليقلد الأوضاع التي شاهدها على المواقع الإباحية، ليفرغ شهوته قبل عودة أبويه إلى المنزل حتى ظهرت علامات الحمل على جسد الشابة.
هذه قصة واقعية من قصص الإغتصاب التي تحصل في لبنان والتي يرتكبها أحد أفراد عائلة الضحية والتي يبلغ معدلها حوالي 49%.
وفي هذا الإطار أطلقت منظمة "أبعاد" في 27 تشرين الثاني بمناسبة حملة ال16 يومًا العالمية للقضاء على العنف ضد النساء والفتيات، وبالشراكة مع الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية وهيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة حملة "المؤبد إلو، الحياة إلها" الهادفة إلى تعديل الفصل السابع من قانون العقوبات اللبناني لتصل عقوبة الجرم إلى مؤبد لكل من اعتدى جنسيًا على ابنته أو أخته أو حفيدته أو ابنة أخته أو ابنة أخيه أو من يمارس أي سلطة شرعية أو فعلية على الضحية.
إقرأ أيضًا: البلدان النامية ستخسر تريليونات الدولارات بسبب الزواج المبكر
وتشير المنظمة إلى أن جرائم الإغتصاب في لبنان، والتي يتم التبليغ عنها ليس بقليلة، فهناك إمرأة من كل 4 نساء في لبنان تبلغ عن تعرضها لإعتداء جنسي، والهدف الأساسي من الحملة هو الضغط على صناع القرار والمشرعين بهدف تعديل الفصل السابع من قانون العقوبات للمطالبة بالمؤبد للمغتصب، كما تهدف إلى توعية النساء على ضرورة التبليغ في حال حصول إعتداء جنسي عليها، خصوصًا أن الضرر النفسي الذي يصيب الفتيات والنساء اللواتي يتعرضن للإغتصاب السفاحي مدمر وقد يؤدي إلى قرار الانتحار.
ومن جهة أخرى تشير الأرقام في لبنان وفق المنظمة إلى أن مؤشر التبليغ عن جرائم الإغتصاب خلال الأعوام الأخيرة في إرتفاع، ففي العام 2009 تم التبليغ عن 11 حالة إغتصاب، عام 2010 تم التبليغ عن 21 حالة، لترتفع عام 2011 إلى 33، وعام 2012 إلى 42، فيما سجلت 36 حالة تبليغ عام 2013، و52 عام 2014، و27 عام 2015، أما سنة 2016 وتحديدًا حتى شهر حزيران تم كشف 18 جريمة اغتصاب، وقد تبين أن معظم حالات الإعتداء الجنسي حصلت من قبل مقربين للضحية، والقرابة تكون عائلية أو مكانية (جيران) أو في مكان العمل، فالمعتدي ينفذ جريمته في مكان يعرفه ويرتاح فيه، ولهذا فإنّ تسليط الضوء على أكبر عدد من الحالات واجب لنشر التوعية والهدف رفع معدل التبليغ عن هذه الإعتداءات أولًا، ومن ثم التوصل إلى قانون صارم يعاقب بالمؤبد ليكون المغتصب عبرة لغيره.