من المبكر جدا الحكم على مستقبل اليمن في مرحلة ما بعد علي عبد الله صالح لكن الثابت أن الرجل سيترك له بصمات واضحة في مشهد يمن الغد بسبب مسيرته السياسية والعسكرية التي تحكم فيها بمفاصل اليمن لأكثر من 40 عاما.
فالرجل صاحب المقولة الشهيرة القائلة :" إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين " كان قد أتقن جيدا كيفية اللعب على المتغيرات وتجيير هذه المتغيرات لصالحه وهذا ما ساهم في طول مدة جلوسه على كرسي الحكم في اليمن.
وقد إستطاع صالح فعل ذلك بفعل براغماتيته المتطرفة فكان يغير تحالفاته وحلفاءه كما يغير ملابسه على أساس معيار وحيد وهو أن تكون هذه التحالفات لصالح بقاءه متحكما بالمشهد السياسي اليمني.
وهو رجل مناور من الطراز الرفيع يدرك جيدا كيف يلعب لعبة حافة الهاوية التي سقط فيها في النهاية بسبب غلطة الشاطر التي تثمن بألف ويعرف كيف يحيك خيوط التحالفات مع القبائل والقوى السياسية وكيف يتلاعب على هواجسها وإغراءها بما تريده.
إقرأ أيضا : جماعة الحوثي تعدم 200 من أسرى قوات صالح في صنعاء
وسيرته تخبرنا بأنه تحالف مع الجنوبيين ثم حاربهم وقاتل الحوثيين في ستة حروب دامية ثم تحالف معهم ثم إنقلب عليهم فقتلوه.
لذلك كان الرجل لا ينتقل من مركب إلى آخر إلا عندما يعرف أنه حجز مكانه المناسب في المركب الآخر وهكذا إستطاع الإستمرار في الحكم.
فإستغل الرجل في 2012 السعودية وكان حليفا لها وقامت بمعالجته من جروحه بعد تعرضه لعملية إغتيال فاشلة ووقع المبادرة الخليجية التي تنازل بموجبها عن الحكم لصالح نائبه الرئيس عبد ربه منصور هادي قبل أن ينقلب على السعودية ويتحالف مع الحوثي ضد المملكة .
وفي الأيام الثلاثة الأخيرة ، أعلن صالح فض شراكته مع الحوثي ودعا إلى فتح صفحة جديدة مع الجوار العربي.
وتحول حلفاء الأمس إلى أعداء اليوم فتم إغتياله وهو في طريقه إلى مسقط رأسه من قبل الحوثيين الذين تبنوا العملية .