ذكرت معلومات "RT" أن زياد عيتاني، المتهم بلعمالة مع اسرائيل، والموقوف في المقر الرئيسي لجهاز أمن الدولة الكائن في محلة الرملة البيضاء في بيروت، أنه "موضوع في زنزانة انفرادية وممنوعة عنه كل الزيارات والاتصالات الخارجية، لأن التحقيق معه لم يكتمل بعد، وهو جار يوميا بإشراف القضاء المختص، بشخص مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية، القاضي بيتر جرمانوس، وأن المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، يشرف شخصيا على التحقيق معه".
وتعزو المصادر عدم اكتمال التحقيق معه لغاية اليوم، على الرغم من مرور أكثر من 10 أيام على توقيفه، إلى التغيير المستمر في إفادته على نحو متتال في التحقيقات، وتقديمه اعترافات غير مقنعة، تجعل المحققين كل مرة يعودون في التحقيق معه إلى المربع الأول.
ويرجع المحققون أسباب إقدامه على تغيير إفادته بشكل متواصل ومستمر إلى احتمالين، أولهما: أن تكون لديه معلومات إضافية لا يرغب في تقديمها والإقرار بها، أو إلى حالة تشويش فكري ناتجة عن كشفه وفضح تعامله مع الموساد الإسرائيلي، وهو أمر ليس بسيطا لشخصية فنية تتعاطى الشأن العام وعلى صلة بجمهور واسع نسبيا، وبنخب فنية واجتماعية وحتى بمسؤولين حكوميين ومساعديهم.
وتسرّب من التحقيق، أن المتهم عيتاني، لم يقدّم بعد إجابة شافية وافيه عمّا إذا كانت الفتاة التي التقاها في تركيا هي نفسها كوليت أم موفدة من قبلها، إذ أنه عاد ليقول أن هذه الموفدة تشبه إلى حد ما كوليت حسبما تعرف إليها أثناء المراسلات الإلكترونية.
أما لماذا استعجل جهاز أمن الدولة في إلقاء القبض على عيتاني، ولم ينتظر وصول الضابطة الإسرائيلية إلى فندق البستان في برمانا للاجتماع به بشكل طارئ، بتاريخ 2/12/2017، بمعية شخص سيقوم بمساعدته وتدريبه وتطوير مهاراته الأمنية والاجتماعية؟، فتجيب المصادر بأن الأمن لم يكن على معرفة بهذه المعلومة الحسّاسة، وأن المتهم عيتاني أبلغ المحققين بها أثناء التحقيق الأولي معه فور توقيفه، وقال إنها اتصلت به يوم الجمعة في 17 تشرين الثاني، وأخبرته فجأة أنّها ستزور لبنان في الثاني من شهر كانون الاول، وأكثر من ذلك تهربت من الرد على عرضه استقبالها في مطار "رفيق الحريري" في بيروت، ما يشير إلى احتمال أنها لم تكن بوارد الوصول جوا".
يشار الى أن الصورة الخادعة التي قدمتها الضابطة الاسرائيلية "كوليت" للإيقاع بالفنان اللبناني، تؤكد وصف المتهم الذي وقع في حبائلها بأنها: "فتاة بيضاء طويلة ذات شعر أسود وعينين خضراوين وقدّ ميّاس"، وأن اسمها الذي قدمت نفسها به هو "كوليت فيانفي"، على الرغم من أن المحققين يشكون في أن يكون هذا اسمها الحقيقي، ويعتبرون أن الاسم والكنية المذكورين هما اسمان حركيان تحملهما هذا الضابطة في جهاز الموساد في علاقتها حصرا مع المتهم عيتاني.