أشارت مصادر سياسية لصحيفة "الجمهورية" إلى إنّ "الجزء اللبناني من التسوية المعدّلة ضئيل، نسبةً الى الجزء العربي والإقليمي، لأنّ المفاوضات، ظاهريًا كانت تجري في لبنان بين القوى السياسية المشاركة في الحكومة، لكنّها عمليًا كانت تجري بين طهران، الرياض، باريس، واشنطن والقاهرة"، لافتة إلى أنه "كان متوقعًا أن يجتمع مجلس الوزراء، إمّا غدًا الثلاثاء وإمّا الخميس المقبل، لكن هذا الأمر سيُحسَم اليوم الإثنين، نتيجة اتصالات تقوم بها مصر وفرنسا مع كلّ مِن المملكة العربية السعودية وإيران".
من جهة أخرى لفَتت المصادر نفسُها إلى أنّ التطورات الجارية في اليمن جاءت لتضفيَ على الغموض اللبناني غموضًا إضافيًا، مشيرةً إلى أنّ بعض المراجع الرسمية تعتبر أنّ التحوّلات الميدانية والتحالفات السياسية التي حصلت في اليمن قد تفرِج عن التسوية في لبنان، في حين أنّ مراجع أخرى أجرَت اتصالات مع السعودية في اليومين الماضيين، تتوقع أن يكون للموضوع اليمني تأثير سلبي، بمعنى أن ترفض دول الخليج أيَّ مشروع بيان لا يتضمّن التزامًا عمليًا، لا نظريًا، بموضوع سلاح حزب الله ودورِه في كلّ دول المنطقة، الأمر المتعذّر حاليًّا خصوصًا بالنسبة إلى الساحتين السورية واللبنانية، ذلك أنّ الطرف الإسرائيلي دخَل على خط التطورات من خلال التصريحات الجديدة التي أطلقها رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتانياهو والتي وجَّه فيها تهديدات إلى إيران وحزب الله، ومن خلال عملية القصف ـ الرسالة التي شنّها الطيران الإسرائيلي على مواقع تابعة للإيرانيين في جنوب دمشق، أي في المنطقة التي تطالب إسرائيل بأن تكون خاليةً من حزب الله وإيران.