أكد رئيس حركة "الإستقلال" ميشال معوض في كلمة له خلال الذكرى 28 رحيل الرئيس رينيه معوض أن "28 سنة على رحيل رينه معوض، وأيضا 28 سنة تقريبا على إنتهاء الحرب في لبنان والنتيجة حوالى 150 ألف ضحية، مئات آلاف الجرحى، وعشرات آلاف المعوقين، ودمار هائل لا زلنا ندفع ثمنه حتى اليوم. هذه الحرب تركت وطننا مفتتا ومجتمعنا مقسما وأضعفت مناعتنا الوطنية".
وأوضح معوض أنه "منذ 28 سنة رحل رينه معوض، وهو يحاول أن يلغي المعابر بين أشلاء الوطن، ويوصل كل شيء إنقطع، ويبني دولة تحمينا وتجمعنا. واليوم بعد 28 سنة، صحيح أن المعابر المادية سقطت، لكن المعابر النفسية والإنقسامات بين اللبنانيين لا زالت قائمة لأننا لم نعد جميعا الى الدولة، ولا زال هناك أطراف لديها مشاريعها خارج الدولة، وحتى خارج الحدود. مرت 28 سنة ولم نستطع بعد أن نبني الدولة، دولة تبسط سلطتها بقواها الذاتية على ال10452 كلم مربع، وتمنح الأمن والأمان لكل اللبنانيين. وتطبق القانون على الجميع، وتقدم الخدمات من دون فساد ومن دون زبائنية للمواطنين".
ولفت الى أن "الرئيس رينه معوض رحل منذ 28 سنة لأنه أصر أن يسترجع القرار اللبناني. القرار اللبناني لدولة مستقلة ذات سيادة تحترم نفسها. في وقت منذ 28 سنة حتى اليوم، لا زلنا نرى تدخلات لا تحصى بشؤون لبنان الداخلية، ومن كل الجهات. لكن اللوم ليس على الخارج أبدا، لأنه من حق إيران أن تعمل لمصلحتها. ومن حق السعودية أن تعمل لمصلحتها، ومن حق أميركا وروسيا وفرنسا وتركيا وقطر وكل دولة أن يعملوا لمصلحتهم، هذا حقهم أن يعملوا مصالحهم. لكنه حان الوقت كدولة وكلبنانيين أن نحقق مصلحتنا، مصلحة لبنان، نعم مصلحة لبنان. مصلحة لبنان ان تقوم فيه دولة فعلية وليس صورية، دولة تحتكر السلاح وتجمع السلاح من الجميع من دون إستثناء، كما نص إتفاق الطائف، لأن الأيام علمتنا أن أي سلاح خارج الدولة لا يقسمنا فقط، إنما يدخلنا أيضا في لعبة المحاور التي نرى مرة جديدة إرتداداتها الكارثية علينا اليوم. مصلحة لبنان بالإستقرار، الإستقرار الأمني والسياسي والإقتصادي والمالي والإجتماعي. الإستقرار يعني أولا عودة الجميع الى الدولة، الى المؤسسات الدستورية والسياسية، الى النظام الديموقراطي البرلماني التعددي الحر. فلا إستقرار خارج الدولة والمؤسسات والدستور. والإستقرار يعني أيضا تحييد لبنان عن صراعات المنطقة ضمن الإلتزام بالقضايا العربية الجامعة. والتحييد ممارسة فعلية عبر الإمتناع نهائيا وبشكل كامل عن أي تدخل بشؤون أي دولة خارجية، عربية أو غير عربية. هذا يكون لبنان سويسرا الشرق وليس ساحة لتصفية الحسابات الإقليمية. حان الوقت كي نتعلم مما حصل معنا ومما يحصل مع غيرنا، ونحن نراهن اليوم على دور فخامة رئيس الجمهورية وحكمته بهذا الموضوع".
ورأى أن "مصلحة لبنان الذي هو دولة مؤسسة في الأمم المتحدة وفي جامعة الدول العربية، أن يلتزم بالقرارت الدولية، وبالإجماع العربي وقرارات جامعة الدول العربية، لأن هناك لبنانيين منتشرين في كل دول العالم، وكل الدول العربية، ودوره وإقتصاده مرتبطان بشكل عميق بعلاقاته بهذه الدول. من هذا المنطلق مصلحة لبنان أن يحافظ على أفضل العلاقات مع الدول العربية وكل دول العالم، ولا يدخل بمحاور ويستجلب على حاله عقوبات مالية وإقتصادية عواقبها لن تستثني أحدا. مصلحة لبنان بان يكون، كما هو اليوم ضمن أول 25 دولة على لائحة الإبداع الفردي في العالم. وليس أن يكون كما هو اليوم بكل أسف، في المرتبة 138 من أصل 150 دولة على سلم الفساد. مصلحة لبنان أن نبني دولة تشبه إبداع أكثرية أبنائه وليس فساد بعض مسؤوليه. مصلحة لبنان بان يفتخر كل لبناني عندما يحمل جواز سفره الذي عليه الأرزة في كل دول العالم، لا ان يخجل به ويكون حلمه الحصول على "باسبور" أجنبي من أي دولة في العالم".
وأشار معوض الى أنه "لتحقيق كل هذه الأمور، لكي نستطيع أن نحقق مصلحة لبنان، كي نستطيع أن نبني دولة، كي نستطيع أن نحمي إستقرار لبنان، كي نستطيع الثقة بلبنان، كي نستطيع أن نبني إقتصادنا ومستقبل أولادنا، يجب علينا إسترجاع قرارنا اللبناني. تحية للرئيس رينه معوض شهيد القرار اللبناني".