كعادته في أي مفصل تاريخي يمر به العراق يصدر المرجع الأعلى للشيعة في العالم آية الله السيد علي السيستاني فتاوى أو مواقف سياسية تحمي العراق من أي خطر محدق قد يحل على بلاد الرافدين.
فعند قيامة داعش في 2014 سارع السيد السيستاني إلى إصدار فتواه الشهيره بالجهاد الكفائي والتي على أساسها ولد ما بات يعرف لاحقا بالحشد الشعبي الذي إستطاع بالتعاون مع البيشمركة والجيش العراقي وتحت غطاء الطيران الأميركي أن يحرروا العراق من تنظيم داعش الإرهابي.
لكن الإنتهاكات الطائفية التي قامت بها بعض فصائل الحشد جعلت كثر يوجهون لها الإتهامات والإنتقادات ودعوها إلى ضرورة التحلي بأخلاقيات القتال والإبتعاد عن النعرات الطائفية.
إقرأ أيضا : السيستاني يدعم حصر السلاح بالدولة وإبعاد «الحشد» عن الانتخابات
وفيما بعد أصدر قانون هيئة الحشد الشعبي وأصبح يعتبر جزءا من القوات المسلحة العراقية إلا أن هذا الشيء بقي حبرا على ورق فإيران تسيطر على مفاصله وتتحكم به ومعظم قيادييه يدينون بالولاء لها.
لذلك أدرك السيستاني خطر تفلت السلاح والتدخلات الخارجية في شؤون العراق وإستشعر خطرا يهدد مستقبل ووحدة العراق بسبب دعوات حملات السلاح في ظل تراجع تهديد داعش فدعا إلى حصر السلاح في يد الدولة العراقية وعدم إشراك الحشد الشعبي في الإنتخابات التشريعية كما نقل عنه رئيس بعثة الأمم المتحدة في العراق يان كوبيش.
فإضافة للمبررات التي ذكرت أعلاه ، يدرك السيستاني أخطار التدخلات الإيرانية في العراق ويؤمن بضرورة تقليص بل إزالة النفوذ الإيراني في بلاد الرافدين لذلك لا بد من تحجيم أي عامل أمني أو إقتصادي أو سياسي قد تستغله طهران للتدخل في العراق وفي هذه الحالة لا يوجد أهم من الحشد الشعبي لطهران لكي يكون مطية لتدخلاتها.
ويجمع المراقبون على أن السيستاني منزعج من " وقاحة " التدخلات الإيرانية التي تضعف الدولة العراقية وتقوي الميليشيات ولذلك فهو سيعمل في إتجاه حل هذه الميليشيات وقطع الطريق أمامها للوصول إلى البرلمان عبر منعها من المشاركة في الإنتخابات.