أكد رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، في حديث إلى "المركزية" الجمعة في 1 كانون الأول، أن المباحثات الجارية راهناً تهدف إلى ترميم التسوية الحكومية في اتجاه النأي بالنفس بشكل فعلي من خلال نقطة محورية تتمثل في الانسحاب من أزمات المنطقة. ونقل جعجع عما سماها "أوساط رئيسي الجمهورية ميشال عون والحكومة سعد الحريري" أن "حزب الله جدي في ما يتصل بتطبيق النأي بالنفس، بيد أن التقويم النهائي مرتبط بنص التسوية عند إعلانها".
وأشار جعجع إلى أن القوات "تعرضت في الأسابيع الماضية إلى حملة استهداف واسعة"، مفسراً ذلك بـ"تراكم قديم يتصل بعاملين رئيسين. الأول أن القوات داخل الحكومة تحمل على عاتقها الهمّ السيادي الذي لو عولج لما وصلنا إلى الأزمة الحالية، خصوصاً محاولات التطبيع مع سوريا. والثاني يتعلق بحسن سير شؤون الدولة وتحديداً الحرص على الشفافية والالتزام بالقوانين. وهو ما أزعجهم أيضاً، فحاولوا في هذه اللحظة بالذات الانقضاض على القوات ومحاصرتها". وإعتبر جعجع أن مصدر الاستهداف هم الخصوم "الذين يضعون نصب أعينهم انهاء آخر مربعات المقاومة الفعلية لمشروع 8 آذار الذي تمثله القوات". وأسف جعجع "لأن بعض الحلفاء يسايرون والبعض الآخر لا يضره وضع القوات خارجاً".
وفي الاشكاليات التي تشوب العلاقة بين القوات وتيار المستقبل، قال جعجع إن العلاقة بين الطرفين استراتيجية، إلا أنها مرّت في مرحلة وجود الرئيس الحريري في السعودية بضبابية. إذ ألقى "البعض بوشوشات لا نعرف خلفياتها وأسبابها، إلا أن الرئيس الحريري فور عودته وضع حداً لكل الأجواء غير الصحية، فعادت قنوات الاتصال إلى طبيعتها. والأيام المقبلة ستشهد اجتماعات رفيعة المستوى، وسألتقي الرئيس الحريري". وسأل جعجع: "أي عاقل يصدّق أن السعودية الملمّة بكل شاردة وواردة في لبنان تنتظر أن تشي القوات بالرئيس الحريري لتعرف ما يدور في السياسة اللبنانية؟".
وإذ أوضح جعجع أن العلاقة مع رئيس الجمهورية رسمية عادية، تجنب الغوص في الحديث عن العلاقة مع التيار الوطني الحر، فـ"بعض من في التيار يعتبر أن القوات ارتكبت في المرحلة الماضية خطيئة كبرى، لا نعلم ما هي. وإذا كان المطلوب أن يصطفّ الجميع خلف شخص ليصفقوا له فتنعدم آراؤهم، هذا حلم مستحيل في مجتمع يتمتع بالحد الأدنى من الديموقراطية". ولفت إلى بعض الظواهر الغريبة عن لبنان التي تذكّرنا بعهود ولّت، كاستدعاء صحافيين إلى التحقيق وتوقيف أحدهم عشرة ايام.
واستبعد جعجع حصول تعديل حكومي، مؤكداً أن أحداً لم يفاتحه بالموضوع وأن لا نية بتغيير أي من وزراء القوات، "إلا لدى من يستهدفهم لأن هذا أقصى حلمهم".