ذكر تلفزيون «فوكس نيوز» الاميركي نقلا عن مندوبه في الشرق الأوسط ان مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد ساترفيلد الذي زار السعودية واجتمع مرتين بولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قال ان واشنطن أعادت القرار السيادي لدولة لبنان. لكن انطباع المسؤول الأميركي الكبير ديفيد ساترفيلد في الخارجية الأميركية هو ان التقارير الواردة من بيروت تشير الى ان الفساد في مؤسسات الدولة اللبنانية والوزارات والهدر الحاصل يضرب الاقتصاد ويعرّضه للانهيار، وبالتالي يؤدّي ذلك الى عدم المحافظة على الاستقرار في لبنان وعلى التسوية السياسية، لان لبنان مقبل سنة 2018 على شبه انهيار اقتصادي.
وأضاف مراسل تلفزيون «فوكس نيوز» الأميركي ان معاون وزير الخارجية الأميركي كان صارما مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، وابلغه ان واشنطن لا تسمح ابدا بضرب الاستقرار والتسوية السياسية في لبنان، وان المطلوب ان يغادر الرئيس سعد الحريري فورا السعودية عائدا الى لبنان. لكن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي وافق على عودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت لكنه طلب فترة من الزمن لمدة أسبوعين من اجل اخراج لائق لمصلحة السعودية لانه من الصعب جدا ان يتم استدعاء رئيس الحكومة اللبنانية الى السعودية والعودة الى بيروت بعد 3 أيام دون الاضطلاع على ردات الفعل لدى الأطراف اللبنانية، إضافة الى ان المطلوب إيجاد مخرج حقيقي لعودة الرئيس سعد الحريري وسيتم درسه، لكن الأمير محمد بن سلمان خضع للقرار الأميركي لعودة الرئيس الحريري الى بيروت قريبا وبدء السماح له باجراء الاتصالات الهاتفية الخارجية ولاحقا يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت.
جرى تأمين الإخراج الممكن لعودة الرئيس سعد الحريري الى بيروت من خلال إعطاء ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الاذن لتلفزيون المستقبل كي يجري مقابلة مع الرئيس سعد الحريري فضائيا وعربيا ودولياً لكي يصرّح الرئيس الحريري انه يريد الاستقرار في لبنان وعائد الى لبنان خلال أيام، لكن مطالبه في شأن النأي في النفس سيصرّ عليها.
 

 واشنطن وباريس أمنتا عودة الحريري الى بيروت


إضافة الى التدخل الفوري لمعاون وزير الخارجية الأميركي ديفيد ساترفيلد وزيارته السعودية كما جرى اتصال بين باريس وواشنطن وتلقى الرئيس الفرنسي ماكرون دعما اميركيا كبيرا وتم اطلاعه على مهمة المسؤول الأميركي ساترفيلد في السعودية وعندها قام الرئيس الفرنسي ماكرون بزيارة الرياض، واجتمع مع محمد بن سلمان في المطار، طالبا منه السماح للرئيس الحريري المجيء الى باريس وان الاتحاد الأوروبي يصر على هذا الطلب، لان الاتحاد الأوروبي يتابع الاستقرار والتسوية السياسية في لبنان ويريد الحفاظ عليها.
وابلغ الرئيس الفرنسي ماكرون ان استدعاء الحريري بهذا الشكل وإعلان استقالته في السعودية وحدّة الخطاب الذي اطلقه الرئيس الحريري اثناء تقديم استقالته في الرياض عاصمة السعودية ضرب الاستقرار في لبنان واسقط التسوية السياسية. وان الدستور اللبناني يعتبر رئيس مجلس الوزراء في لبنان ركنا أساسيا في إدارة المؤسسات ومركزا سياسيا كبيرا وتنفيذيا وبالتالي يجب ان يعود الرئيس سعد الحريري الى باريس بسرعة ومنها الى لبنان.
وأيضا وافق ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ووعد الرئيس الفرنسي ماكرون باطلاق سراح الرئيس سعد الحريري والسماح له بالسفر الى باريس.
وهكذا بالنتيجة زار الرئيس الحريري باريس لعدة أيام، ثم حضر الى بيروت في عيد الاستقلال، واجتمع بالرئيس عون واعلن تريثه بالاستقالة نتيجة تمنّي الرئيس ميشال عون، وأصبحت الامور تتجه نحو العودة عن الاستقالة واجتماع مجلس الوزراء مجدداً برئاسة الرئيس الحريري ولاحقا برئاسة الرئيس ميشال عون في بعبدا.
 

 واشنطن أعادت القرار السيادي الى لبنان


الديبلوماسي الأميركي الكبير ديفيد ساترفيلد قال في واشنطن ان الإدارة الأميركية استطاعت إعادة القرار السيادي الى لبنان من خلال إعادة الرئيس الحريري الى بيروت ودعوته الى عدم الاستقالة، لكن القوى الرسمية والسياسية والفاعليات لا تعمل للقرار السيادي وتغرق في القرارات الحزبية الصغيرة والمصالح الشخصية الضيقة، وان واشنطن أبلغت الرئيس الحريري هاتفيا اثناء وجوده في باريس بالعودة عن الاستقالة، كذلك ابلغه الرئيس الفرنسي ماكرون ضرورة العودة عن الاستقالة والذهاب الى بيروت والتوافق مع الافرقاء السياسيين.
 

 ماكرون نصح الحريري بالتفاوض مع حزب الله


واذا كانت واشنطن أصرت على عودة الحريري من السعودية دون قيد او شرط، فإن الرئيس الفرنسي ماكرون نصح الرئيس سعد الحريري باجراء تفاوض مع حزب الله والتقارب والابتعاد عن الصراع الإيراني - السعودي وعن الصراع السنّي - الشيعي في لبنان، اذا ابتعد لبنان عن الصراع الإيراني - السعودي وبالتالي فان رئيس الحكومة اللبنانية سيستطيع النجاح في رئاسة الحكومة في بيروت ويعود الاستقرار الى الحياة السياسية، وعودة التسوية السياسية.
السفارة الفرنسية في بيروت كانت قد وضعت تقريرا عن خطاب سماحة السيد حسن نصرالله ورفعت تقاريرها الى باريس لتبلغ الرئيس الفرنسي ماكرون ان خطاب السيد حسن نصرالله كان ايجابياً وقدّم خطوات فيها تنازلات في مضمون الخطاب يمهّد لعودة الرئيس الحريري وجعله يملك أوراق نتيجة استقالته من خلال خطاب حزب الله الإيجابي باتجاه الرئيس الحريري.
 

 ساترفيلد سمع من محمد بن سلمان عن اعمال ارهابية لحزب الله في الخليج


معاون وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد سمع من ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ان حزب الله يقوم بأعمال إرهابية في الخليج العربي، وان السعودية وافقت على عودة الرئيس سعد الحريري، لكن يجب على الرئيس الحريري الحصول على ضمانات من حزب الله بأن لا يتدخل في دول الخليج واليمن لان السعودية ليست وحدها بل بَنَت حلفاً مع دولة الامارات العربية ومع البحرين ومع مصر وعدة دول عربية لكي تقف في وجه ايران وحليفها حزب الله، وان السعودية تقف مع الكويت في وجه خليّة العبدلي المرتبطة بحزب الله، وان على رئيس الحكومة اللبنانية ان يلعب دورا كزعيم للطائفة السنيّة وكرئيس للحكومة اللبنانية، للحد من تدخل حزب الله في منطقة الخليج العربي رغم تحالفه مع ايران.
ووعد مساعد وزير الخارجية الأميركية ديفيد ساترفيلد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بأن واشنطن ستبلغ الرئيس سعد الحريري هذه الطلبات وان واشنطن فرضت عقوبات على ايران وحزب الله وهي تساعد الخليج العربي وتدافع عنه في وجه أي خطر إيراني او أي عمل إرهابي.
 

 ساترفيلد يعرف المكونات اللبنانية


وأشار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اثناء محادثاته مع مساعد وزير الخارجية الاميركية ديفيد ساترفيلد الى ان الرئيس سعد الحريري يرأس حكومة تتضمن وزراء يمثلون حزب الله، وانه كان يفضّل ان يستقيل الرئيس الحريري، وان يتعاون مع حزب الله من خلال وجود وزراء له في الحكومة. لكن المسؤول الأميركي ابلغه انه يعرف تماما تركيبة لبنان ومكوّناته منذ ان كان سفيرا في بيروت وانه تابع وضع دستور الطائف في السعودية، وانه لا يمكن رغم كل شيء ورغم موقف واشنطن ضد حزب الله اقصاؤه عن الحكومة اللبنانية والاشتراك فيها، طالما ان لديه جمهور شعبي وان لبنان بلد ديموقراطي، وان الانتخابات الديموقراطية جاءت بكتلة نيابية لحزب الله في لبنان، وبالتالي فمن الطبيعي اذا تم التوافق على حكومة وحدة وطنية ان يشترك حزب الله. لكن هذا لا يعني ابدا ان واشنطن لا تعتبر حزب الله حزباً إرهابياً.
 

 واشنطن تدعم استقرار لبنان


وأضاف ان واشنطن تدعم لبنان واستقراره وخاصة الجيش اللبناني، وتقوم بتسليحه وتدريبه، وان الجيش اللبناني خلال الخمس سنوات المقبلة سيصبح من اقوى الجيوش في المنطقة وهو الذي يستطيع فرض السيادة اللبنانية وتحديد حركة حزب الله ضمن مناطقه فقط وان الحل بالنسبة الى حزب الله ليس سريعا، لان الصراع بين واشنطن وايران هو شديد جدا، وان واشنطن تنتظر تحوّلات ديموقراطية في ايران بعد فترة، وعندها يتم البحث في وضع المنطقة.
 

 السعودية وحرب اليمن


تلفزيون «فوكس نيوز» الأميركي أشار الى ان أكبر ازمة تعانيها السعودية هي الحرب في اليمن، وانها نتيجة حرب اليمن قررت زرع الفوضى في المنطقة، لان السعودية لا ترى ان اميركا تقف الى جانبها بشكل صلب وقوي في حربها على اليمن، مقابل تزويد ايران الحوثيين بالسلاح وبالصواريخ البعيدة المدى، مما أدى الى انتصار الحوثيين في مناطق عدة وافشال الجيش السعودي وجيش دولة الامارات وغيرهم في السيطرة على الوضع ضمن اليمن وعلى الأقل ضمن العاصمة صنعاء لاعادة الرئيس منصور عبد الهادي الى مركز رئاسة الجمهورية في اليمن، وان السعودية تعاني من ازمة كبرى بسبب حرب اليمن، وترى ان الحرب في اليمن تشكل خطراً على جيشها وهيبتها في المنطقة، نظرا الى خسارتها الحرب، ولأنها لم تحقق الأهداف التي اعتقدت انها ستحصل عليها من خلال شنّ الحرب على اليمن.
كما ان السعودية تعتبر ان دخول ايران على خط الحوثيين بات يهدد الحدود اليمنية - السعودية، وان المطلوب، وفق طلبات السعودية خطوات أميركية جادّة وتزويد السعودية بصواريخ ارض - ارض وبمنظومات دفاعية قوية جدا لردع الصواريخ التي حصل عليها الحوثيون من ايران.
اما على صعيد باريس، فعندما اجتمع الرئيس الفرنسي ماكرون بالرئيس سعد الحريري وبحث معه ازمة لبنان والوضع السياسي والاقتصادي ووضع حزب الله فإن الرئيس الفرنسي، وفق مصادر ديبلوماسية فرنسية نصح الرئيس سعد الحريري بالتفاوض مع حزب الله، وفصل ازمة لبنان عن الحرب في سوريا والعراق والخليج، واعتبار التفاوض مع حزب الله يؤمّن الاستقرار والتسوية في لبنان ويقوم بتسهيل الامر للرئيس سعد الحريري، وان الرئيس الفرنسي ماكرون سيتصل بالرئيس الإيراني كي تقوم ايران بالضغط والطلب من حزب الله بعدم احراج الرئيس سعد الحريري داخل لبنان بأي عمل عبر اظهار سلاحه، بل ان يكون هذا السلاح غير ظاهر كليا وان يلعب حزب الله دورا إيجابيا على الساحة اللبنانية.
 

 ماكرون للحريري : الحرب في سوريا والعراق شائكة


اما في شأن الحرب في سوريا والعراق والمنطقة فقال الرئيس الفرنسي ماكرون للرئيس سعد الحريري ان هذا الموضوع شائك وطويل والحرب مستمرة وافضل شيء هو التفاهم مع كل الأطراف اللبنانية والعودة عن الاستقالة والتعاون، خاصة مع الرئيس العماد ميشال عون، لانه صاحب قرار سيادي، ولأنه ابلغ الفرنسيين انه مستعد للتعاون وتسهيل مهمة رئيس الحكومة الرئيس سعد الحريري، على عكس ما كان يحصل في زمن الرئيس الفرنسي شيراك، يوم كان الخلاف حادا بين الرئيس العماد اميل لحود والرئيس الشهيد رفيق الحريري وكان الرئيس لحود يعرقل كل مشاريع الرئيس رفيق الحريري، ووفق معلومات فقد ابلغ عون باريس بأنه سيتعاون جدا مع الرئيس سعد الحريري.
 

 تقارير يملكها ماكرون عن حجم الفساد في لبنان


كما ذكر الرئيس الفرنسي ماكرون ان كل التقارير الواردة من لبنان وبيروت الى باريس والاتحاد الأوروبي وواشنطن تشير الى ان الفساد ينتشر بشكل كبير في لبنان وان الهدر كبير على مستوى وضع موازنة لبنان والعجز الحاصل وارتفاع الدين الخارجي، ولذلك فان الرئيس الفرنسي ماكرون مهتم بعقد مؤتمر باريس - 4 وان الولايات المتحدة ستشارك فيه في باريس، وان الاتحاد الأوروبي سيشارك، وسيكون الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة من الدول المانحة للاقتصاد اللبناني مبلغا كبيرا لتعزيز الاقتصاد اللبناني.
 

  باريس ـ4  معرض للخطر لأن دول الخليج لن تدفع


لكن الرئيس الفرنسي ذكر للرئيس الحريري ان مؤتمر باريس - 4 الذي سيخصص لمساعدة لبنان اقتصاديا معرض للخطر ولعدم الانعقاد لان الدول التي تستطيع تقديم مبالغ هامة ودعم مالي كبير ضمن مؤتمر باريس هي الدول الخليجية وطالما ان السعودية ودولة الامارات والكويت والبحرين وغيرها في وضع خلافي كبير مع الرئيس اللبناني العماد ميشال عون في شأن تأمينه الغطاء الى حزب الله، والصراع بين دول الخليج مع ايران، وبالتالي مع حزب الله، فان الدول الخليجية لن تشترك في مؤتمر باريس - 4 وهذا ما يعرّض لبنان الى خطر عدم منحه مبالغ مالية تساعد اقتصاده، كما حصل في مؤتمر باريس - 2 ومؤتمر باريس -1، لان مؤتمر باريس - 3 لم يؤد الى نتيجة هامة لمساعدة لبنان، اما مؤتمر باريس - 4 فسيكون مهما لتقديم الدعم الى الاقتصاد اللبناني، وعندها يكتمل الاستقرار السياسي والأمني للاستقرار والنهوض الاقتصادي. لذلك ستسعى فرنسا بكل طاقاتها مع ايران لمعالجة تدخل حزب الله في دول الخليج وان الحريري كرئيس للحكومة اللبنانية، من خلال مفاوضاته مع حزب الله يستطيع العمل بقوة على اقناع حزب الله بالعمل سوية على الساحة اللبنانية دون التدخل في دول الخليج.
اما بالنسبة الى قتال حزب الله في سوريا والعراق، فان السعودية ليست مهتمة بالامر، بل ان أولوية السعودية هي الحرب في اليمن والنظام السعودي مهدد بخطر كبير بسبب حرب اليمن. وهذا ما يؤدي بالنظام السعودي الى اتخاذ قرارات سريعة وردات فعل غير مدروسة.
 

 الاجتماع بين نصرالله والحريري قريب


على الأرجح، وفي مستقبل يعتبره البعض 3 اشهر او شهرين سيجتمع رئيس الحكومة اللبنانية الرئيس سعد الحريري بسماحة السيد حسن نصرالله. وسيطرح الرئيس الحريري هواجسه ومطالبه من حزب الله للنهوض بلبنان اقتصاديا، طالما ان التسوية السياسية والاستقرار مؤمّنان في لبنان، وان الرئيس الفرنسي ماكرون من خلال اتصالاته مع ايران سيعمل على تأمين تجاوب حزب الله بشكل كبير مع رئيس مجلس الوزراء اللبناني الرئيس سعد الحريري، وان الرئيس العماد ميشال عون سيلعب دورا في هذا المجال.
هذا وقد وصلت علاقة الرئيس سعد الحريري بالرئيس الفرنسي ماكرون بشكل سريع الى علاقة قوية جدا وشبه تحالف خلال اشهر قليلة، مع العلم ان الرئيس الشهيد رفيق الحريري امضى 4 سنوات قبل ان تصبح علاقاته قوية مع الرئيس الفرنسي شيراك. وبات الرئيس سعد الحريري على اتصال دائم بالرئيس الفرنسي ماكرون.
 

 دعم فرنسا للجيش اللبناني


هذا وابلغ الرئيس الفرنسي ماكرون الرئيس سعد الحريري ان فرنسا ستقدم مساعدات أسلحة الى الجيش اللبناني لتقويته، إضافة الى دعم الولايات المتحدة وتسليحها للجيش اللبناني وتدريبه، وانه سعى مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الى إعادة الهبة السعودية الى لبنان بقيمة 3 مليارات لتسليح الجيش اللبناني، لكن ولي العهد السعودي رفض ذلك وقال اننا لن نعود عن قرارنا طالما ان حزب الله يشترك في الحكومة وبالتالي رفض الأمير محمد بن سلمان إعادة الهبة السعودية الى لبنان لتسليح الجيش اللبناني.
 

 المطلوب أميركياً وفرنسيا وقف الهدر


ويبدو ان الاتحاد الأوروبي وواشنطن باتوا مقتنعين بأن الفساد منتشر في شكل كبير في لبنان، وان الهدر يحصل بشكل كبير وان عجز الموازنة اللبنانية فقير على الاقتصاد اللبناني وكل القطاعات الاقتصادية الصناعية والزراعية والتجارية وفي مجال الخدمات، وان دور الرئيس سعد الحريري العمل بسرعة مع الرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري على إيجاد طريقة لوقف الهدر وللحدّ من عجز الموازنة ومنع انتشار الفساد كما هو حاصل في وزارات الدولة اللبنانية ومؤسساتها، لان الاتحاد الأوروبي يريد تقديم المساعدات الى لبنان، كذلك واشنطن، لكنها لا تريد ان تذهب المبالغ التي ستُمنح للبنان الى الهدر والفساد.
وبالنتيجة، من خلال خلاصة المعلومات من واشنطن وباريس والسعودية ومن بيروت، ان المشكلة الكبرى لدى السعودية هي حرب اليمن، وان امتلاك الحوثيين صواريخ بعيدة المدى وخاصة اطلاق صاروخ بالستي على العاصمة السعودية الرياض اعتبرت السعودية كل ذلك ان الحرب في اليمن خطيرة جدا عليها، وان السعودية تفتش عن مخرج لانهاء الحرب برعاية روسية - أميركية - فرنسية تؤدّي الى إيقاف ايران عن نشر نفوذها في المنطقة من المشرق العربي الى الخليج، وخاصة ان السعودية تريد من واشنطن وباريس وبريطانيا وروسيا ان يلعبوا كلهم دورا كبيرا في إيقاف الحرب في اليمن والضغط على ايران لعدم تزويد الحوثيين بالصواريخ البعيدة المدى، خاصة وان الطيران السعودي لم يستطع اضعاف الحوثيين من خلال الضربات الجوية المستمرة واصبح الحوثيون يسيطرون على مناطق إضافية في اليمن.