دخلت أمس محادثات «جنيف 8» بين النظام السوري والمعارضة برعاية الأمم المتحدة مرحلة التفاوض العملي، بعد 3 أيام على انطلاقها رسمياً، مع عقد المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا لقاءات مع الوفدين.
ودعا دي ميستورا الوفدين الى الأمم المتحدة في توقيت واحد، قبل ظهر امس، إلا أنه لم يحدث أي لقاء مباشر بينهما، إذ جلسا في قاعتين متقابلتين، تولى دي ميستورا ومساعدوه التنقل بينهما.
وقبل بدء اجتماعه المغلق مع الوفد الحكومي داخل إحدى القاعات، قال دي ميستورا أمام وسائل الاعلام «نحن هنا لأننا نريد أن يكون لدينا اليوم، أو نتمنى أن نرى اليوم، هذا النوع من التقارب في المناقشات، بطريقة متوازية».
وأشار مصدر في وفد المعارضة إلى بدء «مفاوضات الغرفتين»، التي تعني أن «يجلس وفدا النظام والمعارضة في غرفتين متقابلتين (بالأمم المتحدة)، ويقوم دي ميستورا بالتنقل بينهما».
وجزم مصدر من النظام مطلع على مجريات المفاوضات، أمس، أنه «لن تكون هناك من مفاوضات مباشرة»، فيما أوضح مصدر من المعارضة أن «دي ميستورا اقترح على وفد النظام الأربعاء (أول من أمس) بدء مفاوضات مباشرة، لكن رئيس الوفد مندوب سورية الدائم لدى مجلس الأمن بشار الجعفري رفض ذلك بالمطلق».
وأضاف «من هنا ارتأى دي ميستورا دعوة الوفدين الى الأمم المتحدة في التوقيت ذاته، على أن يتواجدا في قاعتين متقابلتين ويتنقل دي ميستورا بينهما».
وفي موقف لافت، اعتبر دي ميستورا، في بيان صدر عن مكتبه الاعلامي ليل أول من أمس، أن «الوقت حان للتركيز على تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية من أجل الشعب السوري».
ودعا الوفدين الى «المشاركة بجدية في المحادثات من دون أي شروط مسبقة»، مناشداً إياهم الامتناع عن «الادلاء بأي تصريحات تهدف إلى الطعن في شرعية أي من المدعوين الآخرين».
وعلى غرار الجولات السابقة، يشكل الموقف من مصير الرئس السوري بشار الأسد عقبة أمام تحقيق تقدم محادثات «جنيف 8». وفي حين نقلت وسائل إعلام روسية أن وفد النظام سيغادر جنيف غداً السبت، أفادت تقارير أن دي ميستورا أوضح في وقت سابق أنه يمكن لمن يرغب بالسفر خلال عطلة نهاية الأسبوع أن يفعل ذلك، على أن يعود يوم الأربعاء من أجل استئناف المفاوضات التي ستستمر حتى 15 ديسمبر الجاري.
في غضون ذلك، دعا مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سورية يان إيغلاند، أمس، القوى الكبرى إلى المساعدة في ترتيب إجلاء 500 شخص، بينهم 167 طفلاً، من الغوطة الشرقية لدمشق المحاصرة من قبل قوات النظام، مؤكداً أن الوضع هناك أصبح «حالة طوارئ إنسانية».
وقال إن تسعة أطفال لقوا حتفهم بالفعل في الأسابيع القليلة الماضية، فيما تنتظر المنظمة الدولية الضوء الأخضر من الحكومة السورية لإجلاء المرضى والجرحى إلى مستشفيات على بعد 45 دقيقة بالسيارة في العاصمة.
وأضاف خلال إفادة صحافية في جنيف «لا توجد منطقة عدم تصعيد. لا يوجد سوى تصعيد في منطقة عدم التصعيد هذه. نحتاج لهدوء مستدام حتى نتمكن من إطعام 400 ألف شخص يمثلون الآن دون شك حالة طوارئ إنسانية».
من جهة أخرى، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف أن التحضير جار لسحب قوات روسية من سورية، وأنه سيتم بمجرد تحقيق الجهوزية لذلك.
ورد على سؤال عن موعد سحب قوات من سورية بالقول: «عند الجهوزية، التحضير جار بالفعل».
وكان رئيس هيئة الأركان العامة الروسية الجنرال فاليري غيراسيموف، قد أعلن في قوت سابق، أنه قد يتم تقليص القوات الروسية في سورية بشكل ملموس قبل نهاية العام الحالي.
في المقلب الآخر، أعلن التحالف الدولي بقيادة واشنطن أن أكثر من 400 مقاتل من قوات مشاة البحرية الأميركية سيعودون قريباً إلى بلادهم بعد دعمهم «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) في طرد تنظيم «داعش» من مدينة الرقة في شمال سورية.
وقال الناطق باسم التحالف راين ديلون إن «أكثر من 400 عنصر من قوات مشاة البحرية الأميركية (المارينز) يستعدون للعودة إلى بلادهم بعد توفيرهم دعماً دقيقاً بالمدفعية لقوات سورية الديموقراطية وهزيمة تنظيم (الدولة الإسلامية) في عاصمتهم السابقة».