تحت عنوان "دبوسي يخلق جوا تفاعليا عربيا ـ يونانيا.. حول طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" كتب غسان ريفي في صحيفة "سفير الشمال" الإلكترونية: "حضرت طرابلس بقوة في المنتدى الاقتصادي العربي اليوناني السادس، فلفتت أنظار رجال الأعمال العرب واليونانيين، وشكلت مبادرة "طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية" محورا أساسيا في اليوم الثاني من أعمال المنتدى، حيث إستمع المشاركون بانصات الى رئيس غرفة التجارة في شمال لبنان توفيق دبوسي وهو يشرح أهدافها ومراميها، ويشير الى ما تختزنه طرابلس من مرافق ومقومات تؤهلها لأن تلعب دورا كبيرا، خصوصا أنها باتت حاجة للبنان وللمنطقة العربية وللمجتمع الدولي.
نجح دبوسي في المداخلة الشاملة التي قدمها، وفي الفيلم الوثائقي الذي تلاها وتحدث بلغات العالم عما تمتلكه طرابلس من إمكانات يمكن الاستفادة منها في عملية النهوض المنتظرة، أن يخلق جوا تفاعليا يونانيا وعربيا مع المبادرة، وأن يشجع كثيرا من المشاركين في المنتدى السادس على وضع طرابلس ضمن أهدافهم الاستثمارية، وقد تُرجم ذلك في اللقاءات الثنائية التي عقدها دبوسي مع عدد كبير من رجال الأعمال الذين إطلعوا منه عن ماهية هذه المبادرة، وعن سبل الاستثمار في المدينة.
وكان اليوم الثاني إنطلق بكلمة الأمين العام للغرفة العربية ـ النمساوية المهندس مضر خوجة، وتلاه رئيس مؤسسة التنمية العراقية محمد الدراجي، والمستشار صالح جلاد.
ثم تحدث رئيس غرفة طرابلس توفيق دبوسي فشكر كل المشاركين في المنتدى السادس، معتبرا أن المشاركة هي دليل إيمان بالمسؤولية، لافتا الانتباه الى أن عدد سكان الأرض نحو 7 مليار ونصف مليار نسمة، لكن المسؤولين منهم يشكلون نسبة ضئيلة جدا، فكل التقدير لكم، لأن كل شخصية منكم مسؤولة في مكان معين.
وأكد دبوسي أننا نمر في ظروف صعبة، وخصوصا في عالمنا العربي، معتبرا أن هذه هي سنة الحياة، فنحن لسنا الأوائل في هذا المجال، ولن نكون الأخيرين، لكن علينا أن نقبل هذا التحدي وأن نتخطى هذه المرحلة البشعة بكل صورها وأشكالها، وأن نتحدى الدموية والتطرف بايمان الانسانية والمسؤولية، فنحن جزء من المجتمع الدولي وهو جزء منا، والحوار بيننا ضروري في شتى المجالات، كما أننا أغنياء ولكن للأسف لم ننجح في إدارة هذا الغنى بالشكل المطلوب، ومن المؤكد أننا سنستفيد من تجاربنا وسنصل الى بر الأمان والازدهار وسيلعب شعبنا وإنساننا دورا كبيرا، فنحن كعرب موجودون على مستوى الكون، ونجتمع اليوم في الغرف المشتركة في أثينا، وشكرا أثينا، وشكرا اليونان لاستضافة هذا المنتدى، ومن المفترض أن نفكر دائما في كيفية تطوير علاقتنا مع اليونان، لأن هذا البلد جار لنا، وبيننا مصالح مشتركة كثيرة.
وقال دبوسي: إن لبنان بلد محوري في العالم، وهذا الأمر منذ عهد الفنيقيين، وقبل أيام زارنا وفد صيني في طرابلس، وكان برعاية الرئيس عدنان القصار الذي أبلغنا بأنه سمع من الصينيين، أنهم تعلموا غزل الحرير من رجل فنيقي قبل أكثر من ألفي سنة، لذلك فان لبنان إنتشر في العالم وآمن بالانسان حتى في الصين، وبما أن هذا الشيء حصل منذ ألفي سنة، يشعر الصينيون بالتزامهم مع اللبنانيين والعرب، وهم يريدون إيجاد شراكة معنا، وهي ستكون من طرابلس باتجاه لبنان، أو إن الجزء المحوري فيها سيكون طرابلس.
وأضاف: قبل عدة أشهر درسنا في غرفة طرابلس موقع المدينة الجغرافي، وواقع المنطقة ككل، ووجدنا أن غرفتنا كانت من أوائل الغرف التي تأسست في المنطقة سنة 1870 بفرمان عثماني، كما وجدنا أن طرابلس كانت عبر التاريخ مدينة إقتصادية وهي جزء لا يتجزأ من العمق العربي والبحر المتوسط، وقد أصبحت بعد المرحلة الصعبة التي عصفت بالمنطقة والعالم، حاجة للبنان وحاجة للمحيط العربي وحاجة للمجتمع الدولي، ذلك لأن موقعها إستراتيجي وتملك عدة مرافق مثل المطار والمعرض والمرفأ والمصفاة التي قال نائب الرئيس العراقي أنه يوجد مشروع لها كونها محورية بالنسبة لنفط العراق، لذلك فإن المدينة لديها كل المقومات لأن تكون عاصمة لبنان الاقتصادية، وهكذا نكون قد أنقذنا طرابلس من الظروف الصعبة التي مرت فيها، وأنقذنا إقتصاد لبنان من خلال طرابلس، وكذلك نكون قد أشركنا المجتمع العربي بإستثمارات في طرابلس التي عندما ستعتمد عاصمة لبنان الاقتصادية معنى ذلك بأن الدولة اللبنانية ستقوم بتفعيل مرافقها وتطوير بناها التحتية لتجذب الاستثمارات ولتلعب الدور الذي يجب أن تلعبه وهو أصبح حاجة.
وتابع دبوسي: من هنا نقول لكم أيها الزملاء في الغرفة العربية اليونانية، أو في اليونان أو في بلاد العرب، أننا نريد أن نتعاون مع بعضنا البعض في كل بلد، وليس فقط في طرابلس أو في لبنان، وعلينا أن نستعرض حاجات المنطقة، وأن نفكرفي كيفية إنشاء شراكة لبناء بلداننا ومجتمعاتنا والأهم بناء الانسان، وهذا يحصل، لكن من المفترض أن يكون عندنا إنفتاح أكثر، وقدرة على التسامح أكثر، فنحن كعرب نربح بالسلام، لأننا بالسلام نحقق ما لا يتحقق بالطرق الأخرى، ومن المفترض أن نكون جهات داعمة للعالم، أن نستخدم ثرواتنا البشرية والطبيعية والاستثمارات لمعالجة مشاكل مجتمعاتنا العربية.
وختم دبوسي: إن المحور الذي أريد أن أوصله لكل شخص، هو رسالتنا بأن نكون أقوياء وأن نشد أزر بعضنا البعض، لأننا نستطيع أن نلعب دورا من طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية باتجاه المحيط العربي والمجتمع الدولي، فأهلا وسهلا بكم شركاء أعزاء على أرض لبنان من طرابلس.
ثم قدم الرئيس دبوسي كتيب طرابلس عاصمة لبنان الاقتصادية الى كل من: نائب رئيس إتحاد الغرف العربية محمد عبده سعيد، رئيس إتحاد الغرف التجارية الفلسطينية خليل رزق، رئيس الغرف التجارية العراقية جعفر الحمداني، رئيس إتحاد الغرف التجارية الليبية محمد الرعيض، أمين عام الغرفة العربية اليونانية رشاد مبجر، والأمن العام العام للغرفة العربية النمساوية المهندس مضر خوجة".