تتباحث القوى السياسية بشأن تفسير معنى «النأي بالنفس»، لجهة مفهومه وحدوده. فهل النأي بالنفس يعني الحياد عن كل ما يتعلّق بالقضايا العربية وأزمات المنطقة، وعمّا فيه مصلحة للبنان؟ وهل يستطيع لبنان فعلاً أن يحيّد نفسه في ظل كل ما يحصل حوله؟

يبدو أن لا تفسير واحداً بشأن هذا التعبير الذي يراه البعض «مطاطاً»، ويراه البعض الآخر مطيّة لتحييد لبنان عن الصراع العربي ــ الإسرائيلي قبل تحييده عن الصراعات الدائرة في العالم العربي، ويراه طرف ثالث أنه يجب أن يكون صمام أمان للاستقرار، بمعنى أن «ننأى بأنفسنا عن الصراعات، إن ساعدنا ذلك في المحافظة على الاستقرار، وأن ننأى بأنفسنا عن الحياد إذا تطلبت منا الظروف عدم الوقوف جانباً، تفادياً لأي انفجار أمني، كما هو الحال مع سوريا». هذا الكلام كان محور حديث لقاء الأربعاء بين رئيس المجلس نبيه برّي والنواب الذين زاروه، وطرحوا أكثر من سؤال حول هذه النقطة العالقة. وكرّر الرئيس برّي موقفه «المؤيد لمفهوم النأي بالنفس حين يكون لنا مصلحة بذلك». وبحسب مصادر اللقاء، «تطرق الرئيس بري إلى موضوع سوريا الذي دفع حزب الله إلى المشاركة في الحرب الكونية عليها»، معتبراً أن «وجوده هناك كان ضرورة، نظراً إلى العمق الاستراتيجي الذي يربطنا بها، إذ إن الخطر الإرهابي كان محدقاً بنا، وقد ساعد وجود الحزب فيها في ردّ الأخطار عنّا». وأكّد بري أن «النأي بالنفس عن سوريا مستحيل». وفي ما يتعلّق بالأزمة الداخلية أشار برّي إلى أن «الإجماع اللبناني الذي تجلّى بأفضل حالاته في مواجهة هذه الأزمة، شكل ارتكازاً للإجماع الدولي على دعم لبنان واستقراره». وجدد تأكيده أن «الانتخابات النيابية ستجري في موعدها»، مشيراً إلى أن «مشاركة الاغتراب اللبناني في هذه الانتخابات خطوة مهمة تندرج في إطار ما أكدناه دائماً بأن المغتربين هم جزء عزيز لا يتجزأ من الوطن». وبحسب النواب، أشاد الرئيس بري بـ «جبران باسيل كوزير للخارجية»، مشيراً إلى أن «أحداً لم يولِ اهتماماً بملف المغتربين كما فعل»، مهنئاً إياه على جهوده التي أثمرت نتائج جيدة حتى الآن تمثلت «بتسجيل أكثر من 90 ألف مغترب لأسمائهم من أجل الانتخابات». وقد «تأكدت وزارة الداخلية من بيانات نحو 80 ألف منهم، وهم موزعون على مختلف الأقضية اللبنانية». وقبل مغادرته ليل أمس إلى فرنسا للقاء عائلته، شدّد الحريري أمس من مسجد محمد الأمين، ردّاً على سؤال عن عودته عن الاستقالة، على أنّ «الأجواء الإيجابية». وقال «إن شاء الله خلال الأسبوع المقبل إذا بقيت الأمور إيجابية، سنبشّر بالخير».
ورداً على سؤال «الأخبار»، نفت مصادر رفيعة المستوى في تيار المستقبل، «قَطعاً»، المعلومات التي جرى التداول بها أمس ومفادها أن عائلة الحريري غادرت السعودية إلى فرنسا نهائياً. وقالت مصادر أخرى إن زوجة الحريري وولديه لولوة وعبد العزيز سيعودون إلى الرياض نهاية الأسبوع الجاري. ورغم أن المدارس السعودية ليست في إجازة حالياً، قالت مصادر قريبة من الحريري إن زوجته وولديه يقضون في العاصمة الفرنسية باريس إجازة وسيعودون إلى الرياض فور انتهائها.