أولاً: اتفاق التعاون والوفاء بين التيار الوطني وحزب الله
منذ اتفاق مار مخايل بين التيار الوطني الحرّ وحزب الله عام 2006، والطرفان يُشدّدان في كل مناسبة، وفي كلّ زمان ومكان على متانة العلاقة الأخوية بين زعيمي الطرفين من جهة، ودوام الانسجام والتنسيق بينهما في القضايا الوطنية والإقليمية. وكان لوقوف التيار الوطني بحزمٍ وتفانٍ مع الحزب في عدوان تموز عام ٢٠٠٦، الأثر الأبرز في تمتين العلاقات ، وكان السيد حسن نصرالله قد أشاد أكثر من مرّة بهذا الموقف المُشرّف للجنرال ميشال عون، وقال بأنّ هذا دينٌ يلزمُه في عنقه، ولا بُدّ من سداده على مدى الأيام، ونُقل عن الجنرال عون ردّ التحية بأحسن منها في أكثر من موقف ومنعطف، وأبلغها تعبيراً وقوة: "قنبلة نووية لا يمكنها أن تهدم البنيان الراسخ بيننا وبين حزب الله "، وهذه من أرقى علامات الوفاء والاخلاص والتفاني في عالم السياسة المتقلبة الأهواء.
إقرأ أيضا : هذا ما سيفعله الحريري إذا لم تسر الأمور كما يريد!
ثانياً: مشاورات الرئيس في بعبدا
أجرى فخامة الرئيس ميشال عون مشاورات شاملة منذ إستقالة الرئيس سعد الحريري الغامضة في المملكة العربية السعودية، وآخرها ما أجراهُ منذ يومين من مشاوراتٍ نيابية غير مُلزمة، في حين أنّ اتفاق الطائف ينصّ على وجوب قيام استشارات نيابية ملزمة، ولكن في حالة استقالة الحكومة وصدور مراسيم إستقالتها، والطريف أنّ البعض يتخيّل واهماً أنّ مشاوراتٍ كهذه يمكن أن تساهم في زعزعة علاقة الرئيس عون مع إستراتيجية حزب الله الداخلية والإقليمية.
يا شيخ سعد ، إذا كانت قنبلة نووية لا تفصم عُرى التحالف العوني- الحزب اللهي حسب ما ذهب إليه الرئيس ذات يوم، فهل يمكن أن تُحرز "شوية مشاورات" ما لم تُحرزهُ قنبلة سلاح دمار شامل؟!