لفت رئيس الحكومة سعد الحريري، بعد لقائه قوى الإنتاج في لبنان، إلى أنّ "الحوار القائم سنستكمله في الأيام القادمة بكل إيجابية وانفتاح، وهو حوار جدي لإيجاد الحلول الجدية للحفاظ على علاقاتنا مع كل أصدقائنا العرب، وخاصة الخليج"، مؤكداً "أنّنا نكون أقوى حين نعمل سوياً ونحترم بعضنا البعض ونراعي مصالح بعضنا البعض ونغار عليها، من أجل مصلحة لبنان بدايةً، والمصالح العربية".
ونوّه الحريري، إلى أنّ "المواطنين قد يكونوا التفّوا حول هذا البيت لأنّه في الأساس بيت جامع لكل اللبنانيين. فمنذ بداية مسيرة رئيس الحكومة الراحل رفيق الحريري وصولاً إلى اليوم، كنّا دائما نقول إنّ هذا البيت هو للجميع"، جازماً أنّ "هذا البيت سيبقى كذلك وسيظل مفتوحاً لأنكم أنتم معه. وأنا أشعر بكم كما تشعرون بي. وقد نكون قريبين من بعضنا البعض لأننا نفكر نفس التفكير ولأن هذا البيت له خبرة في الاقتصاد وفي أهمية الاستقرار للاقتصاد، وهذا ما نريده ونود تأكيده، وهو الاستقرار".
وأوضح أنّ "لبنان مرّ خلال العام المنصرم في عدة تحديات، وأنا أوجه التحية لرئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري"، مشيراً إلى أنّ "بعد انتخاب الرئيس عون، بدأت الأمور تنتظم في البلد، باتت هناك حكومة ومجلس نواب يعمل. هناك انتقادات للحكومة أحيانا بناءة وأحيانا غير بناءة، ولكن باتت هناك حياة سياسية في البلد"، مبيّناً أنّ "في نهاية المطاف، مجلس الوزراء هو مجموعة من الأحزاب السياسية التي تحاول الاتفاق على قرارات داخل المجلس لما فيه مصلحة البلد، وهذا ما أردناه، أن نزيل الخلاف والاحتقان الذي كان في الشارع ونحاول أن نحل معظم مشاكل الناس في مجلس الوزراء".
وشدّد الحريري، على أنّ "الحوار القائم حاليّاً يرتكز على مبدأ النأي بالنفس فعلاً وليس فقط قولاً، فهذه هي مصلحة لبنان"، مركّزاً على أنّه "إن لم نعرف مصلحة لبنان العليا ونوجّه سياستنا على هذا الأساس، فستكون لدى لبنان مشكلة"، منوّهاً إلى أنّ "مصالح اللبنانيين تقتضي أن يكون لدينا نأي حقيقي بالنفس لمصلحة لبنان وكل اللبنانيين الذين يعيشون في الخليج أو في كل أنحاء العالم".
ورأى أنّ "كل الحوار الجاري اليوم هو على هذا الأساس، وكل الأجواء التي نسمعها هي أجواء إيجابية من كل القوى السياسية، ربما نحتاج إلى مزيد من الحوار، والأسبوع المقبل يكون بداية الفرج بإذن الله لكل اللبنانيين"، مؤكّداً أنّه "إذا كانت الأمور إيجابية سنواصل دراسة موازنة العام 2018 وأن ننهيها قبل نهاية العام الحالي في حد أقصى، إذا تمت كل الأمور في موضوع النأي بالنفس على ما يرام"، مركّزاً على أنّ "ما يهمني هو مصلحة اللبنانيين، لا مصلحتي السياسية ولا مصلحة تياري السياسية. ما يهمنا هو مصلحة البلد والاقتصاد الوطني والاستقرار المحلي".
واشار الحريري، إلى أنّ "البعض حاول في المرحلة السابقة أن يستعمل سياستي لمصلحة البلد للدخول في زواريب المصالح الطائفية أو المذهبية أو المناطقية. أنا لم أنظر يوما إلى الأمور على هذا النحو، بل كنت دائما أنظر إلى استفادة لبنان واللبنانيين من كل المشاريع الاقتصادية التي نعد".