قال أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري في مقابلة مباشرة مع "النهار": "اننا حاولنا تحقيق صدمة ايجابية، وكانت طروحاتنا ايجابية تنشد الوصول الى حماية البلد، تزامناً مع بدء الحلول السياسية للأزمات في المنطقة، وفي اعتقادنا ان الأمر لا يتحقق الا من خلال بلورة مفهوم النأي بالنفس وتكريسه". وأضاف ان "تريّث الرئيس الحريري لم يأتِ الا بعدما لمسنا ايجابية من رئيس الجمهورية ميشال عون، كما أن هناك مظلة دولية فوق لبنان ظهرت في الأسبوعين الماضيين تكرس مقولة أن المس بالاستقرار اللبناني خط أحمر".
وأشار الى أن "لا سقف زمنياً للتريث، وهناك نيات ستظهر مع الوقت، ولن نكون أمام طاولة حوار كلاسيكية بل مشاورات يجريها رئيس الجمهورية. هناك نتائج يجب ان تظهر بين يوم وآخر، والأحداث تبيّن اذا كانت السكة ستسلك المسار المطلوب ام لا، ويبنى على الشيء مقتضاه".
وكشف أن "هناك تصوراً لآلية تطبيق النأي بالنفس قدمها الرئيس الحريري الى الرئيس عون وهدفها حماية لبنان من الأزمات"، رافضاً الافصاح عن تفاصيلها.
الى ذلك، أكدَ الرهان على "قدرة الرئيس عون المعنوية في إقناع حزب الله بما لم نستطع الاتفاق عليه مع الأخير"، معتبراً ان "التريث عقلن الأزمة ووضعها في اطارها المؤسساتي السليم".
وأشار الحريري الى أنه "من الواضح وجود تدخل فرنسي لايجاد حل في لبنان واليمن، وهناك حركة سياسية غربية روسية تركية مصرية ايرانية لوضع الازمة السورية على سكة الحل السياسي، وبوادر اعادة اطلاق مبادرة عملية السلام، وبالتالي فإن كل الازمات توضع على الطاولة اليوم بما فيها سلاح حزب الله". ولم يستبعد دنو اللحظة التي يصار فيها الى اعادة تموضع وجود "حزب الله" في سوريا.
وفي ردٍ على سؤال عن "الندوب" في العلاقة مع "القوات اللبنانية" التي تعاظمت إثر أزمة الاستقالة الأخيرة، قال الحريري ان "رئيس الحكومة سيجري مشاورات مع جميع الافرقاء ومنهم القوات".
وذكّر بأن "اطلاق فكرة استقالة وزراء القوات اللبنانية من اوستراليا لم يشاورنا فيها حزب القوات"، متسائلاً "لماذا نحمّل نحن وزر التسوية التي بدأت مع ترشيح الدكتور جعجع للجنرال عون، علماً ان اعلان النيات في معراب لم يذكر النأي بالنفس؟".
وقال: "نحن اليوم في الوسط و14 آذار ليست حزبا أو تجمع أحزاب، بل هي روحية"، معتبراً "اننا منذ بدء التسوية أمام نهج داخلي جديد مفاده ان الانقسام العمودي لا يؤدي الى مكان".