بعد أيام من إعلان قاسم سليماني القضاء على داعش يقول الجنرال محمد علي جعفري قائد الحرس الثوري إن داعش لم يتم القضاء عليه بشكل كامل، مضيفا بأن ما تم القضاء عليه هي سيادة الدولة الداعشية وليس جميع عناصره مائة في المائة وهناك فرق بينهما. تأتي تصريحات جعفري تصحيحا لما اعتقد به اللواء قاسم سليماني من زوال داعش من الأراضي السورية والعراقية خلال رسالة التهنئة التي أرسلها إلى المرشد الأعلى آية الله خامنئي فور تحرير مدينة البوكمال آخر معاقل جماعة داعش الإرهابية في سوريا.
وكان لافتا أن خامنئي طالب سليماني بأخذ الحيطة والحذر وعدم الغفلة والإحتفاظ بالإستعداد والتأهب في جميع الميادين مما يوحي بأنه لا يرى النصر نهائيا بتحرير مدينة البوكمال.
وأشار الجنرال جعفري إلى ردّ المرشد الأعلى على رسالة سليماني واعتبرها حكيمة ونابعة من النظرة الأمنية والدفاعية التي يحظى بهما المرشد الأعلى.
ورداّ على سؤال حول عدم القضاء على داعش في بداية صعودهم، يقول جعفري إن القضاء على داعش في البداية ما كان ممكنا من الناحية العملية، فضلا عن أن الإستعداد للقضاء على داعش في جبهة المقاومة ما كان مؤكدا.
وكانت تصريحات جعفري غير واضحة بعض الشيء وإعتقد البعض أن جعفري يقصد أن إيران إستفادت من إستمرار دولة داعش لسنوات من أجل تجهيز وتعبئة معسكر المقاومة، بينما كان جعفري بصدد الإشارة إلى صعوبة القضاء على داعش لوجستيا في بداية صعود نجمهم في سوريا ثم العراق.
إقرا أيضا: القضاء الإيراني يتجه إلى مواجهة محمود أحمدي نجاد
والدليل على مصداقية كلام قائد الحرس هو أن السلطات الأميركية بعد سقوط مدينة الموصل العراقية بيد داعش توقعوا أن تستغرق عملية القضاء على داعش ثلاثين عاما مما يعني بأن العقل العسكري الأميركي أيضا لم يكن يرى أي حظ في نجاح عملية القضاء على داعش خلال سنوات قليلة.
وأضاف الجنرال جعفري بأن كلمة الثورة الإسلامية الرئيسية للمنطقة هو أن الشعب يجب أن يحدد مصيره من دون أن يعطي تفصيلا عن تلك الكلمة بحق سوريا وكيفية تنفيذها هناك، حيث أن سيادة الشعب على مصيره تتطلب إنتخابات حرة وديمقراطية ونزيهة يتمكن من خلالها الشعب من التعبير عن إرادته وهذا لم يحصل في سوريا في ظل نظام الأسد حتى الآن.
إن إيران شهدت قبل ستة أشهر إنتخابات رئاسية حقيقية وساخنة تقاتل الجناحان الرئيسيان لحسم معركتها واقتنع الخاسر بنتائج الإنتخابات، فهل يمكن للشعب السوري خلال المرحلة المقبلة أي ما بعد داعش، أن تشهد تجربة مشابهة لما جرت في إيران من الإنتخابات الرئاسية والنيابية، أم إن معايير تحديد الشعب مصيره تختلف بين طهران ودمشق؟!