رأت أوساط سياسية رفيعة أنه "طالما أن قرار "حزب الله" موجود في إيران، فإن لا إمكانية لأن يلتزم بسياسة النأي بالنفس وتحييد لبنان عن الصراعات الخارجية، والكف عن التدخل في شؤون الدول العربية، إذا لم يحصل على الضوء الأخضر من طهران".

واستبعدت الأوساط أن يوافق "حزب الله" على شروط رئيس الحكومة سعد الحريري الثلاثة، في ظل اشتداد حدة الاشتباك السعودي - الإيراني، وعلى وقع المواقف الإيرانية المدافعة عن سلاحه، واعتبارها أنه غير قابل للتفاوض، ما يؤثر سلباً على المشاورات التي يجريها رئيس الجمهورية ميشال عون".

وأشارت إلى أن "حزب الله" غير معني بالنأي بالنفس، طالما أنه يقاتل في سوريا والعراق واليمن بأوامر إيرانية، ما يعني بوضوح أن أي تغيير في مسار الحكومة اللبنانية الحالية، سيكون لفظياً ليس إلا لتمرير المرحلة الحالية، بأقل الخسائر الممكنة، وبالتالي فإن هناك تساؤلات عدة عن مدى إمكانية قبول الحريري بهذا الواقع وقدرته على تحمل استمرار "حزب الله" في مغامراته الخارجية على حساب مصلحة لبنان وشعبه".

وأضافت أنه "إذا لم يلمس الحريري تبدلاً حقيقياً في مواقف "حزب الله"، فإنه لن يكون مستعداً للاستمرار على رأس الحكومة، باعتبار أن هذه الممارسات ستزيد من عزل لبنان عربياً ودولياً مع ما لذلك من مخاطر كبيرة على البلد ومستقبله، في ظل التراجع الاقتصادي الذي سجل في الأشهر الماضية، في وقت أحوج ما يكون لبنان لمساعدة الأشقاء والأصدقاء في ظل الظروف الصعبة التي يواجهها".