نشر موقع ميدل إيست آي تقريرًا مطوّلاً، أوضح فيه مواقف الدول من إعمار سوريا، وسأل: بعد الحرب من سيدفع لتمويل عملية إعادة الإعمار؟
 

وجاء في التقرير: "روسيا، الولايات المتحدة الأميركية، تركيا، إيران والصين، والإتحاد الأوروبي، كلّها دول شاركت بجزء من الحرب السورية، ولكن هل ستساعد في إعمارها؟".

وأضاف: "لا تزال الحرب السورية المستمرة منذ 7 سنوات من غير حلّ، يعيش ملايين السوريين خارج البلاد، وبعضهم في مخيمات، البنى التحتيّة دمّرت، مع تراكم تكلفة الدمار لتصل إلى 226 مليار دولار. وهناك اعتقاد ينتشر دوليًّا بأنّه فيما سيعلن الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه النصر، سيباشرون بإعادة الإعمار".

وتكمن التوقعات بأنّ داعمي دمشق، في الداخل والخارج، سيفوزون بنصيب الأسد من عقود الإعمار. الدول المجاورة كلبنان مثلاً سيستفيدون أيضًا، لكن العملية ليست بسيطة، فالدولة السورية لديها مشكلات ماليّة.

وقالت مصادر في البنك الدولي للموقع إنّه لن يسحب دفتر شيكاته من أجل سوريا، وبعض الحكومات الغربية قالت إنّها لن تموّل أي إعمار بدون وجود أي شكل من إنتقال السلطة.

وعمّا يمكن لسوريا أن تقدّمه للمستثمرين، يقول التقرير: "القليل من الموارد الطبيعية". وتواجه سوريا أيضًا عددًا من العقوبات، المفروضة من واشنطن والإتحاد الأوروبي منذ العام 2011، على بعض أعضاء الحكومة السورية، والمؤسسات والجيش وغيرهم. وقد زادت العقوبات خلال 2016 مع استهداف الخزانة الأميركية لشركات خاصّة من بينها مصالح رامي مخلوف وهو ابن خال الرئيس الأسد، وطيران الشام وشركات أمنية خاصة.

وعن ردّ العالم على حاجة سوريا للإستثمار، فطهران التي كان لديها مشكلات إقتصاديّة اكتشفت أنّ سوريا ليست شريكًا سهلاً، وحصلت على رخصة تشغيل هواتف في كانون الثاني الماضي، وحصلت على رخصة للتنقيب في مناجم الفوسفات بالقرب من تدمر، ولكن بعد حين بدأت شركة روسية بالتنقيب في المنطقة نفسها، وقال مصدر لـ"ميدل إيست آي" إنّ إيران اشتكت للحكومة السورية وأُبلغت بما يلي: "روسيا وإيران صديقتان لنا".

وأوضح الموقع أنّ "مشروع مارشال"، أي المشروع الاقتصادي لإعادة تعمير أوروبا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية الذي وضعه الجنرال جورج مارشال رئيس هيئة أركان الجيش الأميركي أثناء الحرب العالمية الثانية، هو المشروع الذي ينظر إليه من المجتمع الدولي كنموذج لأي إعمار بعد حرب. ويعتقد كثيرون أنّ إيران ستحاول اعتماد هذا النهج في سوريا.

أمّا روسيا وهي اللاعب الأساسي في الحرب السورية، فهي تقدّم دعمًا ديبلوماسيًا ومنذ أيلول 2015 بدأت بالتدخّل العسكري، ويعتقد أنّها تنفق ما بين 3 و4 ملايين يوميًا في سوريا، ويعتقد أنّ روسيا تفكّر باعتماد النموذج الأوكراني، فتعهّدات المشاريع في جزر القرم أعطيت لشركات مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالقلّة المقرّبين بالنظام.

كذلك الأمر بالنسبة الى لبنان، فمفتاح الإعمار يمرّ عبر "حزب الله"، فقد لفت التقرير الى أنّ "حزب الله" قاتل الى جانب الجيش السوري، الآن يريد أن يفيد مصالحه الإقتصادية، إضافةً الى داعميه من إعادة الإعمار.

وذكّر الموقع بما نقلته صحيفة "فايننشال تايمز" عن سياسي لبناني زار الصين وقال إنّ العلاقة مع الصين تضع لبنان في موقع ذي أهمية استراتيجية بالغة، قائلاً: "نحن نتحدث عن مليارات.. ومليارات الدولارات"، كما أشار الموقع الى مرفأ طرابلس وموقعه الذي يساهم بنشر فرص مع إعمار سوريا.

أمّا الصين فقد دعمت دمشق في مجلس الأمن، وقدّمت مساعدات وتتمتع بتاريخ بإعادة الإعمار، فقد شاركت في إعمار أنغولا بعد انتهاء الحرب الأهليّة عام 2002، والتي استمرّت 27 عامًا.

وأخيرًا، لا بدّ من الإشارة الى أنّ الولايات المتحدة لا ترغب بتمويل الإعمار في سوريا.

 

(ميدل إيست آي )