بعد صدمة الإستقالة وتردداتها الإيجابية الإنقاذية للبلد، أتى خيار التريث ليمنح جميع الأفرقاء السياسيين فرصة لإعادة تثبيت ركائز النأي بالنفس كسياسة وطنية لا بدّ من اعتمادها بالفعل وليس بالكلام فقط لئلا تكون على حساب أشقائنا العرب، وفق ما شدد رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري في معرض تأكيد حرصه على المصلحة الوطنية العليا، قائلًا نحن أم الصبي وندعو للحفاظ على البلد والإستقرار.
وفي هذا السياق نقلت صحيفة "المستقبل" أن الرئيس الحريري قد لفت خلال استقباله أمس مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إلى أنّ سياسته قائمة على أمر واحد وهو حماية لبنان واللبنانيين، وأضاف صحيح أن استقالتي كانت واضحة لكن اليوم هناك تريث لمصلحة البلد وليس لمصلحتي السياسية والشعبوية، أنا أرى أن واجبي السياسي في هذا البلد أن أوصل الناس إلى بر الأمان، ليس خوفًا من المواجهة، وأنتم تعرفون أني لم أحد يومًا عن المواجهة لكن اليوم علينا أن نحافظ على البلد ونتحاور لأن الجميع يرغب في الاستقرار والأمان.
مشددًا على ضرورة المحافظة على علاقاتنا مع كل الدول العربية التي لديها الحق بأن تحافظ على أمنها كما نحن لدينا الحق بأن نحافظ على استقرارنا وأمننا، وأردف الحريري نريد أفضل العلاقات مع المملكة العربية السعودية خاصة وأنكم تعلمون ما قدمته وتقدمه للبنان"، وختم: "اتخذت قرار التريث في تقديم الاستقالة نظراً إلى إصرار رئيس الجمهورية ولأني كنت دائماً واضحاً وأطالب بأن تكون سياسة النأي بالنفس بالفعل وليس بالكلام فقط ويجب أن لا تكون هذه السياسة على حساب أشقائنا العرب، وإلا فإنه سيكون لنا موقف آخر".
وتضيف "المستقبل" أنه مساء أمس الجمعة جدد الحريري التأكيد أمام وفد من العائلات والشخصيات البيروتية زاره مؤيدًا نهجه وتوجهاته السياسية، على وجوب أن ينأى لبنان بنفسه عن حرائق المنطقة وقال: "ستحصل مشاورات وسنرى نتائجها ونأمل أن يكون لكل الأفرقاء السياسيين موقف واضح فعلًا وليس قولًا"، مضيفًا: "هناك من يهوى العنتريات وإطلاق الخطب النارية ويعمل في الوقت نفسه لغايات شعبوية ومصالح خاصة بعيدة كل البعد عن مصلحة الناس والوطن، أما أنا فمواقفي واضحة هناك خلاف سياسي وضعناه جانبًا في مرحلة من المراحل، والآن نطالب بالنأي بالنفس قولًا وفعلًا، ونريد أفضل العلاقات مع أشقائنا العرب.