قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان إنّ "سعد الحريري هو رجل الوفاء. وهو ابن رفيق الحريري، تولى راية المسيرة بعد استشهاد والده، وهو المؤتمن على هذه المسيرة وعلى مصالح الوطن العليا وعلى عروبة لبنان والعلاقات الطيبة مع أشقائه العرب. هذه العمائم البيضاء هي إلى جانبكم، هؤلاء هم مشايخ الاعتدال والوسطية والكلمة الطيبة الذين يعبرون فيها عن سماحة واعتدال ووسطية الإسلام، في الوقت الذي تشوه فيه سماحة هذا الدين العظيم".
وأضاف دريان خلال زيارته رئيس الحكومة سعد الحريري في بيت الوسط: "أتينا لنقول لك نحن معك في مواقفك الوطنية، وقد تفهمنا جيدا أمر الاستقالة وأسبابها. وهذه الاستقالة أتت أثناء اجتماع المجلس الشرعي الإسلامي الأعلى في دار الفتوى، فأكدنا على الفور أن المجلس فوجئ بالاستقالة، وهذا أمر يدعو إلى القلق ودعونا جميع اللبنانيين بأن يحافظوا على وحدتهم الوطنية والسلم الأهلي".
وتابع: "منذ ذلك التاريخ وحتى مجيئك يا دولة الرئيس ودار الفتوى لم تهدأ، بل فتحت أبوابها للجميع من كل الأطياف السياسية والدينية، وكلهم أجمعوا على أمر واحد وهو ضرورة عودة رئيس مجلس وزراء لبنان سعد الحريري إلى بلده. هذا إجماع وطني عارم على شخصك الكريم ولأدائك المتميز، فقد قدمت الكثير من المبادرات الوطنية التي لم تكن في يوم من الأيام لمصلحة شخصية، وإنما كانت لحماية لبنان ولأجل مصالح لبنان".
وأضاف: "نحن معك يا دولة الرئيس، ونحن في بلد عربي الهوية والانتماء، ونريد أطيب العلاقات مع الدول العربية الشقيقة التي وقفت مع لبنان في أيام أزماته ومحنه، ونحن الأوفياء لهذه العلاقات الطيبة، وبالأخص مع المملكة العربية السعودية، مملكة الخير التي تحدثت عنها مرارا والتي وقفت دائما إلى جانب لبنان واستقراره السياسي والأمني. نحن مع مصلحة لبنان أولا وسياسة النأي بالنفس وعدم إدخال الوطن في المحاور الإقليمية. فمن حق الآخرين أن يحافظوا على أمن بلدانهم، ومن حقنا نحن أيضا أن نحافظ على أمن بلدنا".
وختم قائلا: "نحن معك أيضا بالتريث بالاستقالة لإعطاء فرصة لجميع الأفرقاء أن يتشاوروا ويتحاوروا في أسباب الاستقالة وفي أي أمر يمكن أن يؤدي إلى حماية أمن واستقرار لبنان".