مرة جديدة يثبت فيها حزب الله أنه لا يستطيع التحرر من الهيمنة والنفوذ الإيراني وأن كل خطاباته عن الإستقلالية وحرية القرار ما هي إلا شعارات زائفة سرعان ما يظهر كذبها.
فمنذ أن أعلن الرئيس سعد الحريري إستقالته من الرياض وحزب الله يشن عليه بطريقة غير مباشرة حملة إعلامية للقول بأنه تابع للسياسة السعودية ولا يملك حرية قراره.
وجهد الحزب عبر جريدة " الأخبار " طوال أسبوعين على زرع هذه الفكرة وتكريسها في وعي اللبنانيين وبدأ الإعلاميون المحيطون به بإجراء مقارنات بين كيفية تعاطي إيران معه وطريقة تعاطي السعودية مع حلفائها وروجوا لمقولة أن " السعودية لديها خدم وعبيد أما إيران فلديها حلفاء ".
إقرأ أيضا : المشنوق : لبنان لا يستطيع ان يتحمّل مسألة تمدد حزب الله خارج لبنان
لكن تصريح واحد بالأمس لقائد الحرس الثوري الإيراني الجنرال محمد علي جعفري كان كفيلا بكسر هذه الصورة النمطية التي يحاول الحزب خلقها في الوعي الجماعي اللبناني.
فقد نقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن جعفري قوله أن " نزع سلاح جماعة حزب الله غير قابل للتفاوض ".
والسؤال هنا : لماذا يطلق هذا الجنرال الإيراني هكذا تصريحات في هكذا توقيت ؟ وكيف يسمح لنفسه أن يتدخل بشأن لبناني يشكل عامل إنقسام بين اللبنانيين ؟
أليس التصريح الإيراني دليل كافي على أن إيران هي من تحدد مصير سلاح حزب الله في أي تسوية وبالتالي قرار الحزب موجود في طهران وغايات السلاح محددة حسب الأجندة الإيرانية ؟
فليكف حزب الله عن محاضراته بحرية القرار لأن التصريح الإيراني أكبر دليل على تبعيته لطهران وإرتهانه لأوامرها.