أولاً: الأرنبة وابن آوى وفراشه الناعمة
يُحكى أنّ ابن آوى (أي واوي بلغة العامة) راود أرنبة عن نفسها، فأبت عليه وهربت منه، فلحق بها وأدركها وطرحها على "جبّ بلاّن" (والبلان نباتٌ خفيف ذو أشواكٍ ناعمة) ، وبعدما نال وطره منها، ولاقى بعض القبول منها، قال لها: " نلتقي هنا غداً،" فأجابته ساخرة: " وعلى فراشك الناعم هذا؟!" لذا، ومن المتوقع أن يتردد كثيرون هذه الأيام في زيارة المملكة العربية السعودية، وذلك للصّيت السّيء الذي تركتهُ زيارة رئيس الحكومة الأخيرة للمملكة.
إقرأ أيضا : إستقالة الحريري اللُّغز أو الأُحجية ... وكأنّنا يا بدر لا رُحنا ولا جينا
ثانياً: "خازوق" الدكتور مصطفى علوش
أمّا الخازوق الذي ألمح إليه بالأمس عضو المكتب السياسي لتيّار المستقبل الدكتور مصطفى علوش لهو أشدُّ مرارةً وأبلغ عبرة. والخازوق، لمن لا يعلم ويتذكر، هو كناية عن عقوبة كان سلاطين بني عثمان يُطبّقونها على من حلّت عليه لعنتهم، فيرفع على الخازوق بانتظار نهايته المحتومة، والحكاية-العبرة أنّ واحداً ممّن أصيبوا بهذه البلوى، طلب من سجّانه أن ينقلهُ إلى خازوقٍ آخر لقاء ما يملكُه من مال! وعندما استغرب السّجانُ ذلك، أفهمهُ المحكوم أنّه سيلقى بعض الراحة أثناء انتقاله من خازوقٍ لآخر، والغريب أنّ حكاية الدكتور علوش حول عقوبة الخازوق كانت واضحة، إلاّ أنّ الدكتور وبأدبه المعروف عنه، لم يشأ الإفصاح عن ذلك، ف"التّسويات" ما هي إلاّ فترات استراحةٍ بين خازوقٍ وآخر، تعقبها عقوبات مشدّدة، ذلك أنّ الخوازيق ما زالت منصوبة.