في تقريره، أكّد الموقع أنّ مسلسل لبنان السياسي الدرامي لم ينته نظراً إلى أنّ جهود السعودية الساعية إلى اكتساب نفوذ في لبنان تزيد في ظل بحثها عن سبل تتحدى فيها النفوذ الإيراني السياسي والاقتصادي والعسكري في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أنّ الرياض، التي تبدي اهتماماً شديداً بقدرات "حزب الله" في سوريا واليمن على وجه التحديد، ستواصل البحث عن دعم، لا سيّما من الولايات المتحدة الأميركية، لتوظيفه في حملتها ضد طهران، التي تظل بيروت محط اهتمام أساسي فيها.
وفيما أكّد الموقع أنّ استقرار لبنان مهم للشرق الأوسط ككلّ وإلى بلدان تقع خارج المنطقة، لا سيّما الولايات المتحدة وفرنسا، ألمح إلى أنّه يُحتمل أن تكون الرياض أو باريس، قد نصحتا الحريري خلال الأسبوعيْن الماضييْن بإعادة النظر باستقالته.
في هذا السياق، رأى الموقع أنّ الحريري لم يوضح إذا كان يريد الاستقالة فعلاً أو إذا تراجع عنها نهائياً، متوقعاً أن يفاوض الذين يدعمون بقاءه في منصبه، بينهم "حزب الله"، ليبقى رئيساً للحكومة ولكن بحذر.
وانطلاقاً من صعوبة استبدال الحريري، رجح الموقع بقاء الحريري رئيساً للحكومة في المستقبل المنظور، متوقعاً عقده لقاءات في الأيام المقبلة مع الأفرقاء السياسيين والوزراء لتقييم الوضع.
الموقع الذي تحدّث عن وجود "علامات" تدل على أنّ الحريري أعلن استقالته بناء على تعليمات السعودية، اعتبر أنّ مدى تدخّل الرياض في قرار ترّيثه في الاستقالة ليس واضحاً.
وعليه، افترض الموقع أن تكون السعودية قد تخوّفت من إمكانية تكبدّها كلفة باهظة في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أنّه يحتمل أن تكون قد أدركت أنّ الحريري ما زال قادراً على لعب دور في تحدي النفوذ الإيراني في لبنان والمنطقة ببقائه رئيساً للحكومة وتبنيه سياسة أكثر تشدداً إزاء "حزب الله". وقال الموقع: "على الرغم من أنّ الحريري ليس مثالياً، فإنه يمثّل أفضل خيار بالنسبة إلى السعودية حالياً".
في ما يتعلّق بـ"حزب الله"، قال الموقع إنّه يدرك، إذا ما بقي الحريري في منصبه، أنّ لديه رئيساً للحكومة مستعد للمساومة. وعلى الرغم من أنّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيّد حسن نصرالله دعا الحريري إلى التراجع عن استقالته في أوائل الأزمة، رأى الموقع أنّه يمكن لهذا الواقع أن يتغيّر، إذا تحرّك الحريري لتحدّي الحزب بشكل غير مسبوق بعد تعليق استقالته ومشاوراته مع السعودية.
( Stratfor)