التلفزيون هو أحد وسائل الإعلام الرئيسية التي تُعنى بنشر المعلومات، بث الأفكار والتأثير على أفراد المجتمع، كما أنه وسيلة للتسلية وقضاء الوقت الممتع. يستهدف التلفزيون المجتمع ككل بشكل عام، ولكن يمكننا القول بأن المراهقين والشباب هم أكثر الفئات العمرية استهدافاً من قبل وسائل الإعلام، وتأثراً بالمضامين التي تقدّمها لهم.
ما مدى تأثير التلفزيون على المراهقين؟
في هذا الإطار، حذّر عدد من الباحثين المتخصصين من قضاء المراهقين فترة طويلة أمام شاشة التفلزيون من شأنه أن يحدث خلل في النمو الهرموني لديهم وأن يتسبب بالكثير منهم إلى البلوغ المبكر.
كما ومن جهة ثانية، أجري بحث في إيطاليا امتنع خلاله المراهقون عن مشاهدة التلفزيون لمدة أسبوع، فلاحظ الباحثون عند هؤلاء الشباب زيادة في مستوى هرمون الميلاتونين بلغت نسبتها 30%، علماً أن هذه الهرمون يمنع حدوث البلوغ المبكر.
ومن ناحية أخرى، مشاهدة التلفزيون خلال ساعات الليل تقلل من فترات النوم للمراهقين، ما يؤثر على أدائهم في الأنشطة اليومية التي يمارسونها، يقلل من قدرتهم على التركيز في الدراسة، ويزيد من التوتّر الذي يعاني منه المراهقون أصلاً في هذه الفترة من حياتهم.
وشدد الباحثون أيضاً على خطر أفلام العنف والجنس وتأثيرها السلبي على نفسيات المراهقين، كونها تؤدي إلى النزعة العدوانية لديهم، وإلى تركيز المفاهيم بشكل خاطئ في أدمغتهم بما يختص بالأمثلة التي يجب عليهم الإقتداء بها، كما ويمكن لوسائل الإعلام إقناع المراهقين بالعديد من الأفكار نظراً إلى الأساليب الجذابة التي تعرضها بواسطتها. من هنا يمكنها تمرير أي مفاهيم إلى عقولهم، وإشغالهم بمواضيع ليست ذات قيمة، وإلهائهم عن القضايا المصيرية. ويمكنها أيضاً أن توجّه معتقداتهم وتصرفاتهم بما يتناسب مع مصالحها.
من جهة أخرى، إن قضاء أوقات طويلة في مشاهدة البرامج التلفزيونية بدل ممارسة الأنشطة البدنية أو التمارين الرياضية يضع المراهقين في حالة كسل دائم، مما ينعكس سلباً على صحتهم النفسية والجسدية على المدى الطويل. وذلك يؤدي بحسب الدراسات الحديثة إلى إصابتهم بأمراض الخرف والألزهايمر، بينما ممارسة الهوايات الأخرى الرياضية الثقافية تحمي المراهقين من أخطار هذه الأمراض بنسب عالية.
الوقاية من تأثيرات التلفزيون على المراهقين
من الأفضل أن لا يجلس المراهقون لفترات طويلة لمشاهدة التلفزيون، بل أن يختاروا برامج معيّنة ليتابعوها، ومن الأفضل أن يتشاركوا مع الأشخاص الناضجين في الإختيار، ومن الضروري أن تكون متابعتهم لهذه البرامج فيها من الإفادة والترفيه عن النفس من دون أي ضغوطات أو تأثيرات نفسية.
من المفيد أن يتشارك أفراد العائلة مشاهدة بعض البرامج ومناقشتها سوياً، ما يعني إمضاءهم بعض الوقت المرِح سوياً، كما ومشاركة آرائهم وأفكارهم وهواجسهم.
(صحتي)