لم يكن مفاجئا تصريح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من يومين بأن رئيس النظام السوري بشار الأسد هو ضمانة لإسرائيل وأمنها خصوصا في منطقة الجنوب السوري.
وإذ نقول أن التصريح غير مفاجىء فذلك لأن من يعرف خفايا قواعد اللعبة داخل سوريا منذ تسلم آل الأسد الحكم هناك يدرك جيدا أن بقاء النظام وإستمراره هو بيد إسرائيل فقط وهو بالمقابل يقدم لها خدمات أبرزها الحفاظ على أمن الجولان وعدم إطلاق النار في تلك المنطقة.
إقرأ أيضا : إيران تحاول سرقة إنتصار العراقيين على داعش
وعند بدء الثورة السورية في 2011 وبعد أن أصبح مصير النظام على المحك أعلن رامي مخلوف وهو إبن خال بشار الأسد بكل وضوح بأنه في حال سقط نظام الأسد فإن أمن إسرائيل بخطر .
واليوم لم يسقط النظام السوري بعد وأمن إسرائيل في أمان وتقوم بطلعات جوية وغارات على أهداف داخل سوريا من دون أن يتعرض لها النظام السوري بأي صاروخ بل يكتفي فقط ببيانات الإدانة.
وعندما أمسك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمفاتيح اللعبة في سوريا كان حريصا منذ البداية على تأمين حاجات إسرائيل الأمنية وأخذها في عين الإعتبار ويبدو اليوم أن بشار الأسد أصبح أهم حاجة أمنية لإسرائيل ولذلك يحرص بوتين على حمايته وتأمين سلامته حتى موعد التسوية الكبرى.
ويحب بشار الأسد أن يلعب دور المهرج في هذه المسرحية ظنا منه أن الشعب السوري والعربي لا زالت تنطلي عليه شعاراته الزائفة عن فلسطين والعروبة والمقاومة فالحقيقة أصبحت واضحة وهي أن الأسد بات شرطا أساسيا وعاملا جوهريا من قواعد اللعبة الإسرائيلية داخل سوريا لتأمين مصالح إسرائيل.