في اللحظة التي أعلن فيها أبو بكر البغدادي ولادة الخلافة الإسلامية من مسجد الموصل كانت إيران تستعد للإستثمار في الهواجس والمخاوف العراقية خصوصا بعد الإنهيارات الكبيرة التي لحقت بالجيش العراقي.
سارع المرجع الشيعي الأعلى السيد علي السيستاني إلى إصدار فتوى بالجهاد الكفائي لصد خطر داعش فتأسس حينها ما بات يعرف اليوم بالحشد الشعبي.
لكن إيران إستطاعت السيطرة على بعض جوانب وأجنحة الحشد وحولتهم إلى حزب الله ثاني في العراق هذه المرة وبعض فصائل الحشد تبايع علنا السيد علي الخامنئي وتوالي ولاية الفقيه.
إستطاع الحشد الشعبي وبمساعدة الجيش العراقي وتحت غطاء الطيران الحربي الأميركي من تحرير معظم أراضي العراق من داعش وتم توجيه ضربة قاسية لهذا التنظيم المتطرف.
إقرأ أيضا : هل يستطيع حزب الله أن ينأى بنفسه عن حروب إيران ؟
ودفع العراقيون العديد من التضحيات من شهداء وجرحى ودمار مدن وتهجير سكان لكن بفضل دمائهم وتضحياتهم إستطاعوا إنجاز مهمة التحرير وكسب المعركة.
لكن إيران تصر على أنها هي من إنتصرت في المعركة وأنه لولاها لما إستطاع العراقيون فعل شيء وحاولت إحتكار مشهد النصر لها سواء عبر السيد حسن نصر الله أو بعض الفصائل الموالية لها في العراق ما جعل رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي يخرج عن صمته ويعلن أن لا أحد قاتل مع العراقيين على الأرض لا من حزب الله ولا من الأميركيين وتحدى العبادي أي شخص يقول خلاف ذلك.
فهل تحاول إيران إحتكار ورقة العراق في ملفات التسوية الكبرى ؟ وهل بدأت طهران مرحلة الإستثمار في معارك الإنتصار على داعش ؟